كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
جواب من قيل له: بمن مررت؟ وكقوله عليه الصلاة والسّلام إذ قيل له: فإلى أيّهما أهدي؟ قال: «أقربهما [منك] بابا» (¬1) بالجر على إضمار «إلى». ومن الجواب نحو: بلى زيد بالجر لمن قال: ما مررت بأحد، أو: هل مررت بأحد؟ ومثال ذلك بعد عطفه على الوجه المذكور قوله تعالى: وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (¬2) فجر اخْتِلافِ اللَّيْلِ بـ «في» مقدرة مع اتصاله بالواو لتضمن ما قبلها إياها، وقرأ عبد الله بإظهارها (¬3). ومثل ما في الآية قول الشاعر:
2709 - ألا يا لقومي كلّ ما حمّ واقع ... وللطّير مجرى والجنوب مصارع (¬4)
ومثله:
2710 - حبّب الجود للكرام فحمدوا ... ولناس فعل اللّئام فلئموا (¬5)
ومثله:
2711 - أخلق بذي الصّبر أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا (¬6)
ومثله:
2712 - كالمرّ أنت إذا ما حاجة عرضت ... وحنظل كلّما استغنيت خطبان (¬7)
ومثال ذلك مع الفصل بـ «لا» قول الراجز:
2713 - ما لمحبّ جلد أن [ي] هجرا ... ولا حبيب رأفة فيجبرا (¬8)
-
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في الشفعة (3)، والهبة (16)، وابن حنبل (6/ 175، 187، 193، 239)، وانظره كذلك في الهمع (2/ 37).
(¬2) سورة الجاثية: 4، 5.
(¬3) ينظر: البحر المحيط (8/ 42) وما بعدها، وحجة ابن زنجلة (ص 659)، والكشاف (4/ 225).
(¬4) من الطويل لقيس بن ذريح، وانظره في الدرر (2/ 192) برواية: «كلّما»، والعيني (3/ 352)، والهمع (2/ 139) وفي الأصل: «يجري» بدل «مجرى».
(¬5) البيت في التذييل (7/ 106).
(¬6) من البسيط وانظره في الأشموني (2/ 234).
(¬7) من البسيط، وصدره في الأصل وفي التذييل: «كالنمر»، وانظر التذييل (7/ 106).
(¬8) من الرجز، يريد: ليس له قوة على الهجر ولا لحبيبه رأفة به فيجبره بوصله، وانظر: الأشموني (2/ 234)، والدرر (2/ 40)، والعيني (3/ 353)، والهمع (2/ 37).