كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ومثال ذلك مع الفصل بـ «لو» ما حكى أبو الحسن في المسائل (¬1) من أنه يقال:
جيء بزيد، أو عمرو، ولو كليهما. وأجاز في «كليهما» الجرّ على تقدير: ولو بكليهما، والنصب بإضمار ناصب، والرفع بإضمار رافع.
قال المصنف: وأجود من هذا المثال الذي ذكره الأخفش أن يقال: جيء بزيد وعمرو ولو أحدهما، كما قال الشاعر:
2714 - متى عذتم بنا ولو فئة منّا ... كفيتم ولم تخشوا هوانا ولا وهنا (¬2)
لأن المعتاد في مثل هذا النوع من الكلام أن يكون ما بعد «لو» أدنى مما قبلها في كثرة، وغيرها كقول النبي صلّى
الله عليه وسلّم: «التمس ولو خاتما من حديد» (¬3)، وكقولهم:
ائتني بدابة ولو حمارا، ومن شواهد إضمار الجار في العطف بغير الواو قول الشاعر:
2715 - أيّه بضمرة أو عوف بن ضمرة أو ... أمثال ذينك إيّه تلف منتصرا (¬4)
قال المصنف: (أراد: أو) (¬5) بأمثال ذينك إيه.
قال الشيخ: ولا يتعين ما قاله؛ إذ يحتمل أن يكون «أو مثال ذينك» معطوفا على ما قبله، و «إيه» توكيد لقوله «إيه» المتقدمة (¬6). ثم قال المصنف: ومنها - أي: ومن شواهد إضمار الجار في العطف بغير الواو - قول القائل:
2716 - لك ممّا يداك تجمع ما تن ... فقه ثمّ غيرك المخزون (¬7)
أراد: ثم لغيرك المخزون، ومثال جر المقرون بهمزة الاستفهام، وب «هلّا» على الوجه المذكور ما حكى الأخفش في المسائل من أنه يقال: مررت بزيد، فتقول: أزيد ابن عمرو؟، ويقال: جئت بدرهم، فيقال: هلا دينار؟ قال أبو الحسن: وهذا كثير (1). ومثال الجر -
¬__________
(¬1) ينظر: الارتشاف (ص 747)، والتذييل (4/ 45).
(¬2) من الطويل وانظر: الأشموني (2/ 234)، والدرر (2/ 40)، والهمع (2/ 37).
(¬3) عن سهل بن سعد رضي الله عنه، أخرجه البخاري في: النكاح (14، 32)، فضائل القرآن (21، 22)، واللباس (49)، والترمذي: نكاح (21)، وابن ماجه: نكاح (17)، ومالك في الموطأ: نكاح (8)، ومسلم: النكاح (76)، والنسائي: النكاح: (1، 41).
(¬4) من البسيط وانظره في التذييل (7/ 106).
(¬5) التذييل (7/ 106).
(¬6) بالأصل: أرادوا.
(¬7) من الخفيف لأبي طالب - ديوانه (ص 7)، والخزانة (4/ 386)، والكتاب (2/ 32).

الصفحة 3061