كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أراد: وإما لخلة، وكقول الآخر:
2718 - وكريمة من آل قيس ألفته ... حتّى تبذّخ فارتقى الأعلام (¬1)
أراد: في الأعلام، والأول أجود؛ لأن فيه حذف حرف (ثابت) (¬2) مثله في ما قبله، ولكن لا يقاس عليه لكون العاطف مفصولا بـ «إما»، وهي تقتضي الاستئناف، ومثل «فارتقى الأعلام» قول الآخر:
2719 - إذا قيل أيّ النّاس شرّ قبيلة ... أشارت كليب بالأكفّ الأصابع (¬3)
أراد: أشارت إلى كليب وفي صحيح البخاري قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «صلاة الرّجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وسوقه خمس وعشرين ضعفا» (¬4) بخفض «خمس» على تقدير الباء. ومثله في جامع المسانيد على أحد الوجهين قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم المحجّل ثلاث» (¬5) [4/ 38] على أن يكون المراد: المحجل [في] ثلاث. والأجود أن يكون أصله: المحجل محجل ثلاث، فحذف البدل، وبقي مجروره كما فعل بالمعطوف في نحو: ما كلّ سوداء تمرة ولا بيضاء شحمة (¬6). هذا كلام المصنف رحمه الله تعالى، ولا مزيد عليه في الحسن واللطف.
وإذا تحققت كلامه عرفت أنه لو قال في متن الكتاب: وقد يجر في غير ما ذكر بحرف محذوف كان أولى من قوله فيه: وقد يجر بغير ما ذكر محذوفا، فإن كلامه السابق لم يتضمن أن الحرف الذي يجر به محذوفا حرف خاص حتى يقول: -
¬__________
(¬1) من الكامل وانظر الأشموني (2/ 234)، والدرر (2/ 67)، والعيني (3/ 341)، واللسان «ألف»، والهمع (2/ 36).
(¬2) في الأصل: نائب، وما أثبته من شرح التسهيل لابن مالك.
(¬3) من الطويل للفرزدق - ديوانه (1/ 420)، والخزانة (3/ 669)، (4/ 208)، والعيني (2/ 542)، والمغني (ص 11، 643)، والهمع (2/ 36، 81)، هذا وفي هامش المخطوط: عصابة موضع قبيلة.
(¬4) عن أبي سعيد الخدري، أخرجه البخاري في: الأذان (30، 39)، بيوع (49)، ومالك في الموطأ: جماعة (1، 2)، ومسلم: مساجد (245، 247، 272). والنسائي: فضل صلاة الجماعة (1)، والنهاية (3/ 89).
(¬5) عن أبي قتادة الأنصاري أخرجه ابن حنبل (5/ 200)، وابن ماجه: جهاد (ص 14).
(¬6) من أمثال العرب، وبتقديم «بيضاء» على «سوداء»، وهو يضرب في موضع التهمة. راجع مجمع الأمثال (2/ 210، 211) بتقديم «بيضاء».

الصفحة 3063