كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الله، وعاهدت، وواثقت، وعليّ عهد الله، وفي ذمتي ميثاق؛ فليس بمجرد النطق بشيء من هذا الكلام يعلم كونه قسما، بل بقرينة كذكر جواب بعده نحو: عليّ عهد الله لأنصرنّ دينه، وفي ذمتي ميثاق لا أعين ظالما، كقوله تعالى: وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (¬1)، ومنه قول الشاعر:
2725 - إنّي علمت على ما كان من خلقي ... لقد أراد هواني اليوم داود (¬2)
وقول الآخر:
2726 - أرى محرزا عاهدته ليوافقن ... فكان كمن أغريته بخلاف (¬3)
ومثله في واثق:
2727 - واثقت ميّة لا تنفكّ ملية ... قول الوشاة فما ألفت لهم قيلا (¬4)
ومن ذلك قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ (¬5)، و [من القسم غير الصريح]: نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ (¬6)، ويدل على أنه قسم كسر «إن» بعده وتسميته يمينا في قوله تعالى: اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً (¬7)، ومنه قراءة ابن عبّاس (¬8):
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ (¬9)، وقال الفراء في وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ (¬10):
صار قوله تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ يمينا (¬11) ومن القسم غير الصريح:
نشدتك وعمرتك؛ فللناطق بها أن يقصد القسم، وألا يقصد؛ فليس مجرد النطق بها يدل على كونه قسما لكن يعلم كونه قسما بإيلاء «الله» نحو: نشدتك الله، -
¬__________
(¬1) سورة البقرة: 102.
(¬2) من البسيط وانظر التذييل (7/ 114) وتعليق الفرائد (ق/ 30)، والكافية الشافية (2/ 857).
(¬3) من الطويل وهو من شواهد الكافية الشافية (2/ 858)، والمغني (ص 404).
(¬4) من البسيط وانظره في التذييل (7/ 114)، والكافية الشافية (2/ 858).
(¬5) سورة آل عمران: 187.
(¬6) سورة المنافقون: 1.
(¬7) سورة المنافقون: 2.
(¬8) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي حبر الأمة لازم رسول الله، وأخذ عنه الأحاديث الصحيحة وشاهد مع عليّ «الجمل» «وصفين» وكفّ بصره آخر عمره له في الصحيحين (1660) حديثا (ت: 68 هـ) - راجع: الأعلام (4/ 228) صفة الصفوة (1/ 314)، ونكت الهميان (ص 180).
(¬9) سورة آل عمران: 18، وانظر: الإتحاف (ص 172)، والبحر (2/ 403).
(¬10) سورة هود: 119.
(¬11) معاني الفراء (2/ 31).