كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أو بالله، وعمرتك الله، ولا يستعملان إلا في قسم فيه طلب نحو: نشدتك الله إلا أعنتني، وعمرتك الله لا تطع هواك، ومنه قول الشاعر:
2728 - عمرتك الله إلّا ما ذكرت لنا ... هل كنت جارتنا أيّام ذي سلم (¬1)
ومعنى قول القائل: نشدتك الله: سألتك مذكرا الله، ومعنى «عمرتك الله»:
سألتك الله تعميرك، ثم ضمّنا معنى القسم الطلبي، واستعملوا «عمرك الله» بدلا من اللفظ بـ «عمرتك الله»، ومنه قول الشاعر:
2729 - عمرك الله يا سعاد عديني ... بعض ما أبتغي ولا تؤيسيني (¬2)
وقال الآخر:
2730 - يا عمرك الله إلّا قلت صادقة ... أصادقا وصف المجنون أم كذبا (¬3)
وكان الأصل أن يقال: تعميرك الله؛ لكن خففوا بحذف الزوائد، وروى بعض الثقات عن أعرابي: عمرك الله؛ برفع «الله» (¬4). قال أبو علي: والمراد: عمّرك الله تعميرا؛ فأضيف المصدر إلى المفعول ورفع به الفاعل (¬5)، وقال الأخفش في كتابه الأوسط: أصله: [أسألك] بتعميرك الله، وحذف زوائد المصدر والفعل والباء فانتصب ما كان مجرورا بها. وأما «قعدك الله، وقعيد [كـ] الله» فقيل:
هما مصدران بمعنى: المراقبة كالحس والحسيس وانتصابهما بتقدير «أقسم» أي:
أقسم بمراقبتك الله، وقيل: قعد وقعيد بمعنى: الرقيب الحفيظ من قوله تعالى:
عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ (¬6) أي: رقيب حفيظ.
ونظيرهما: خلّ، وخليل، وندّ، ونديد، وإذا كانا بمعنى الرقيب الحفيظ فالمعنيّ بهما الله تعالى ونصبهما بتقدير «أقسم» (معدّى) (¬7) بالباء. ثم حذف الفعل -
¬__________
(¬1) من البسيط للأحوص، وذي سلم: موضع قرب المدينة - ديوانه (ص 201)، والخزانة (1/ 231)، والدرر (2/ 53)، وشرح السيرافي (1/ 275)، والكتاب (1/ 163)، والمقتضب (2/ 329)، والهمع (2/ 45).
(¬2) من الخفيف. وراجع: الدرر (2/ 54)، والهمع (2/ 45).
(¬3) من البسيط للمجنون - ديوانه (ص 83)، والأغاني (2/ 3)، والدرر (2/ 54)، والكافية الشافية (2/ 869)، والهمع (2/ 45) - هذا، وفي الدرر (2/ 54) نقل عن ناظر الجيش كلاما حسنا في هذه المسألة.
(¬4) التذييل (4/ 49).
(¬5) المصدر السابق.
(¬6) سورة ق: 17.
(¬7) في الأصل: معبرا، وما أثبته من شرح التسهيل لابن مالك.