كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
القسم إنما هو «ما»، وأن المصنف لم يخصصه بها، بل قال: إنه ينفى بـ «لا» وب «إن». وأما نفيه بـ «إن» فمنه قوله تعالى: وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ (¬1)، وأما نفيه بـ «لا» فأنشد عليه قول الشاعر:
2808 - ردوا فو الله لا ذدناكم أبدا ... ما دام في مائنا ورد لنزّال (¬2)
فقال الشيخ عند ذكر هذه المسألة هنا: وقد بحثنا معه في تأويل هذا البيت في آخر الباب الأول من هذا الكتاب بما يوقف عليه هناك (¬3). انتهى.
وأقول: إن البحث الذي تقدم له مع المصنف إنما هو بالنسبة إلى كون الماضي بعد «إن» و «لا» ينصرف إلى الاستقبال أو يبقى على مضيه لا في كون «لا» ينفى بها الفعل الماضي إذا وقع جواب قسم أو لا ينفى. وأما ما ذكره ابن عصفور في مسألة «أجدك» فهو كلام حسن وتقرير جيد. وقد تقدم الكلام على هذه الكلمة في «باب الواقع مفعولا مطلقا من مصدر وما يجري مجراه» من هذا الكتاب ونقلنا فيها كلاما لابن الحاجب (¬4) وما ذكره الشيخ في شرحه وما نقله عن صاحب النهاية والجامع (¬5) بين المذكور هنا والمذكور هناك يحصل (¬6) له المقصود، ويتلخص له ما يعتمد عليه (¬7). وذكرنا في ذلك الباب أن المصنف نقل عن الشلوبين أن في «أجدك» معنى القسم (¬8)، وهذا من الشلوبين يعضد قول ابن جني، ولكن الظاهر ما قاله ابن عصفور، فينبغي التعويل عليه والرجوع إليه. -
¬__________
(¬1) سورة فاطر: 41.
(¬2) تقدم.
(¬3) التذييل (7/ 148)، وسيأتي بيان ذلك.
(¬4) هو عثمان بن عمر بن أبي بكر جمال الدين (ت: 646 هـ) - هذا: وقال الناظر في التمهيد (2/ 30):
(قال ابن الحاجب في شرح المفصل: «أجدك لا تفعل كذا» أصله: لا تفعل كذا جدّا. لأن الذي ينفى الفعل عنه يجوز أن يكون بجد منه ويجوز أن يكون من غير جد فإذا قال: جدّا، فقد ذكر أحد المحتملين ثم أدخلوا همزة الاستفهام إيذانا بأن الأمر ينبغي أن يكون كذلك على سبيل التقرير فقدم لأجل الاستفهام فقيل: أجدك لا تفعل كذا، ثم استدل ببيت أبي طالب هذا) - وراجع الإيضاح شرح المفصل (ص 170).
(¬5) هو ابن الأثير، وهو: المبارك بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري أبو السعادات محدث لغوي أصولي توفي بالموصل (606 هـ) وله: النهاية في غريب الحديث، وجامع الأصول في أحاديث الرسول، وغيرهما - الأعلام (6/ 152)، والوفيات (1/ 441).
(¬6) في هامش المخطوط: خبر.
(¬7) التذييل (7/ 148، 149).
(¬8) الهمع (2/ 41).

الصفحة 3111