كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

2822 - لئن بلّ لي أرضي بلال بدفقة ... من الغيث في يمنى يديه انسكابها
أكن كالّذي أصاب الحيا أرضه الّتي ... سقاها وقد كانت جديبا جنابها (¬1)
ومنها قول ذي الرمة:
2823 - لئن كانت الدّنيا عليّ كما أرى ... تباريح من ميّ فللموت أروح (¬2)
ومنها قول الأعشى:
2824 - لئن منيت بنا عن غبّ معركة ... لا تلفنا عن دماء القوم ننتفل (¬3)
فلو كانت أداة الشرط «لو» استغنى بجوابها عن جواب القسم مطلقا نحو:
والله لو فعلت لفعلت، ولو فعلت والله لفعلت، وكذا لو تقدم عليها ذو خبر أو كان بدل «لو» «لولا» ومن أجل هذا قلت: (أداة شرط غير امتناعي). وقد يقرن القسم المؤخر بفاء فيجب الاستغناء بجوابه؛ لأن الفاء تقتضي الاستئناف وعدم تأثر ما بعدها بما قبلها، ومنه قول قيس بن العيزارة (¬4):
2825 - فإمّا أعش حتّى أدبّ على العصا ... فو الله أنسى ليلتي بالمسالم (¬5)
وأجاز ابن السراج أن تنوى هذه الفاء فيعطى القسم المؤخر بنيتها ما أعطي بلفظها فأجاز أن يقال: إن يقم يعلم الله لأزورنك، على تقدير: فيعلم الله لأزورنك، ولم يذكر عليه شاهدا، فلو لم تنو الفاء لألغي القسم؛ فقيل: إن يقم يعلم الله لأزرك، وتقارن أداة الشرط المسبوقة بقسم لام مفتوحة تسمى الموطئة، وأكثر ما يكون ذلك مع «إن» كقوله تعالى: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها (¬6)، وقد -
¬__________
(¬1) من الطويل. ديوانه (1/ 50، 51)، والخزانة (4/ 536)، وشرح العمدة (ص 151) هذا:
والدفقة هنا: كالغرفة وزنا ومعنى، والجناب: الجانب والناحية، والجديب: المحل من الجدب.
(¬2) من الطويل ديوانه (ص 86)، والكافية الشافية (2/ 890)، والمغني (ص 236) برواية «ليلى» بدل «مي».
(¬3) البيت من بحر الطويل وهو للأعشى في ديوانه (ص 277) (الكتاب العربي)، وفي العيني (3/ 283)، والأشموني (4/ 29).
(¬4) من شعراء هذيل، والعيزارة أمه وهو قيس بن خويلد، والعزور: الديوث، قاله الصاغاني في التكملة.
وراجع ديوان الهذليين (3/ 72، 76)، وفي الأصل: «الواردة» شرح التسهيل لابن مالك.
(¬5) من الطويل تعليق الفرائد (ص 40)، والدرر (2/ 50)، والهمع (2/ 43)، والأصل:
«أعيش» وبه ينكسر، وتحريف.
(¬6) سورة الأنعام: 109.

الصفحة 3122