كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يكتفى بنيتها عن لفظها كقوله تعالى: وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (¬1)، والأصل ولئن لم تغفر لنا
وترحمنا، ولولا ذلك لم يقل في الجواب: لَنَكُونَنَّ بل كان يقال: وإن لم تغفر لنا وترحمنا نكن من الخاسرين، كما قيل: وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ (¬2).
قال سيبويه رحمه الله: ولا بد من هذه اللام مظهرة أو مضمرة (¬3)، يعني اللام التي تقارن أداة الشرط وتسمى الموطئة [4/ 57] ومن مقارنتها غير «إن» من أخواتها قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ (¬4)، ومثله قول القطامي (¬5):
2826 - ولما رزقت ليأتينّك سيبه ... جلبا وليس إليك ما لم ترزق (¬6)
وقوله:
2827 - لمتى صلحت ليقضين لك صالح ... ولتجزينّ إذا جزيت جميلا (¬7)
وقد يستغنى بـ «لئن» عن جواب لتقدم ما يدل عليه؛ فيحكم بأن اللام زائدة، فمن ذلك قول عمر بن أبي ربيعة:
2828 - [ألمم بزينب] (¬8) إنّ البين قد أفدا ... قلّ الثّواء لئن كان الرّحيل غدا (¬9)
ومثله:
2829 - ولا يدعني قومي صريحا لحرّة ... لئن كنت مقتولا ويسلم عامر (¬10)
انتهى كلامه رحمه الله تعالى (¬11). -
¬__________
(¬1) سورة الأعراف: 23.
(¬2) سورة هود: 47.
(¬3) الكتاب (3/ 66).
(¬4) سورة آل عمران: 81.
(¬5) عمرو بن شييم يلقب بالقطامي، وصريع الغواني (ت: 130 هـ) الأعلام (5/ 264)، والسمط (1/ 131).
(¬6) من الكامل. ديوانه (ص 36)، والدرر (2/ 50)، والهمع (2/ 44).
(¬7) من الكامل. الدرر (2/ 51)، والمغني (ص 272)، والهمع (2/ 44).
(¬8) من الديوان.
(¬9) من البسيط. ديوانه (ص 391)، والمغني (ص 236).
(¬10) من الطويل لقيس بن زهير. الكتاب (1/ 427)، ومعاني الفراء (1/ 67)، والمقتضب (4/ 93)، والهمع (2/ 16).
(¬11) انظر: شرح التسهيل (3/ 218).

الصفحة 3123