كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
اتبعه، ثم إنه قد ينبه على خلاف في ذلك إن كان، وقد لا يتعرض إلى ذلك.
والجماعة يذكرون أن هذا القول إنما هو قول الفراء (¬1)، ولذلك قال ابن عصفور:
ولا يجوز جعل الفعل جوابا للشرط إذا توسط بينه وبين القسم. فأما قول الأعشى:
2838 - لئن منيت بنا ... ... ... البيت
وقول امرأة فصيحة من بني عقيل:
2839 - لئن كان ما حدّثته اليوم صادقا ... أصم في نهار القيظ للشّمس باديا
وأركب حمارا بين سرج وفروة ... وأعر من الخاتام صغرى شماليا (¬2)
فاللام في [لئن] ينبغي أن تكون زائدة كالتي في قوله:
2840 - [مرّوا عجالا فقالوا كيف صاحبكم ... فقال من سألوا] أمسى لمجهودا (¬3)
وكالتي في قراءة من قرأ: (إلّآ أنّهم ليأكلون الطّعام) (¬4)، وأما قول الآخر:
2841 - حلفت لها إن تدلجي اللّيل لا يزل ... أمامي بيت من بيوتك سائر (¬5)
فليس «حلفت» فيه قسما كما ذهب إليه الفراء، بل هو خبر محض، غير مراد به معنى القسم؛ لأن القسم إذا تقدم على الشرط بني الجواب عليه ولم يبن على الشرط (¬6). انتهى.
فمن ثم لمّا ذكر الشيخ كلام المصنف في المسألة قال: وهذا الذي أجازه هو مذهب الفراء، وقد منعه أصحابنا والجمهور، ثم سرد كلام ابن عصفور المتقدم (¬7).
وأقول: إن ابن عصفور لم يذكر دليلا على امتناع ما ذكره المصنف بل عمد -
¬__________
(¬1) التذييل (7/ 165)، والهمع (2/ 43).
(¬2) من الطويل، الخاتام: لغة في خاتم. الأشموني (4/ 29)، والتصريح (2/ 204)، والدرر (2/ 50)، والمغني (ص 236).
(¬3) قطعة من شطر بيت ذكرناه بأكمله وهو من البسيط، وانظره في: الأشموني (2/ 214)، والخزانة (4/ 330)، وشرح المفصل (8/ 64،
87)، والهمع (1/ 144).
(¬4) سورة الفرقان: 20. وهي قراءة سعيد بن جبير. البحر المحيط (6/ 490)، والتذييل (7/ 165).
(¬5) من الطويل. الخزانة (4/ 540)، والمقرب (1/ 208)، وفي الأصل: «بيوتكن» تحريف.
(¬6) شرح الجمل (1/ 529).
(¬7) التذييل (7/ 165).

الصفحة 3131