كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 7)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لأنه كان صاحب خيل كريمة. وعلى هذه الأمثلة وشبهها نبهت بقولي: والموصوف إلى القائم مقام الصفة، ثم أشرت إلى إضافة المؤكد إلى المؤكد وأكثر ما يكون ذلك أسماء الزمان المبهمة كـ: «حينئذ ويومئذ» وقد تكون في غير أسماء الزمان كقول الشاعر:
2894 - فقلت انجوا عنها نجا الجلد إنّه ... سير ضيكما منها سنام وغاربه (¬1)
أراد: كشطا عنها الجلد؛ لأن النجا هو الجلد فأضاف المؤكد إلى المؤكد كما أضيف الموصوف إلى الوصف في «المسجد الجامع» وشبهه. ومن إضافة المؤكد إلى المؤكد في غير الزمان قول الشاعر:
2895 - لم يبق من زغب طار الشّتاء به ... على قرا ظهره إلّا شماليل (¬2)
[4/ 72] فأضاف القر إلى الظهر وهما بمعنى واحد كما فعل في «نجا الجلد».
ومثله قول الآخر:
2896 - كخشرم دبر له أزمل ... أو الجمر خش بصلب جزال (¬3)
فأضاف الخشرم إلى الدبر وكلاهما اسم للنجل. وذكر الفارسي في التذكرة أن قولهم: لقيته يوم يوم وليلة ليلة؛ أضيف فيه الشيء إلى مثله لفظا ومعنى (¬4).
ومن إضافة الملغى إلى المعتبر قول الشاعر:
2897 - إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر (¬5)
ومثله:
2898 - يا عجبا لعمان الأزد إذ هلكوا ... وقد رأوا عبرا في سالف الأمم (¬6)
ومثله: -
¬__________
(¬1) من الطويل لأبي الغمر الكلابي، أو عبد الرحمن بن حسان أو أبي الجراح - الأشموني (2/ 243)، والإنصاف (123)، والتذييل (7/ 207)، والخزانة (2/ 277)، وشرح المفصل (7/ 129، 152)، والعيني (3/ 373).
(¬2) من البسيط وفي اللسان: الزغب: ما يعلو رأس الفرخ من الريش الصغير، وشماليل: ما تفرق من شعب الأغصان، وانظر: الارتشاف (772)، والتذييل (7/ 207).
(¬3) متقارب - التذييل (7/ 207).
(¬4) التذييل (4/ 77).
(¬5) من الطويل للبيد - ديوانه (74، 75)، والمقرب (1/ 213).
(¬6) من البسيط للفرزدق - شرح ديوانه (103)، وشرح العمدة (249) منسوبا إليه.

الصفحة 3175