كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 1)

والحق أن هذا الكتاب وهو «التسهيل» يعد من أهم مؤلفات ابن مالك والذروة التي وصل إليها في دراساته النحوية، وتأتي أهميته أيضا من أنه يمثل في دقة بالغة خلاصة التجربة النحوية الطويلة العميقة الخصبة، التي وقف ابن مالك حياته عليها ووهبها كل جهده وطاقته.

شروح التسهيل:
ولأجل هذه القيمة العظيمة التي كانت لكتاب التسهيل؛ وجدنا علماء النحو يتسابقون إلى شرحه وكشف غموضه؛ لأنه كما سبق أن ذكرنا آنفا بلغ حد الإيجاز الشديد، وأجملت عباراته حتى صعب فهمها على كثير من النحويين واللغويين.
وقد أشار صاحب كشف الظنون إلى هذه الشروح، غير أنه سردها غير مرتبة ترتيبا زمنيّا، وسوف أذكرها هنا مرتبة على حسب سنيّ وفيات أصحابها:
1 - شرح ابن مالك نفسه الذي وصل فيه إلى باب (مصادر الفعل) (¬1). (ت 672 هـ).
2 - شرح الإمام بدر الدين ابن المصنف وهو تكملة شرح والده (ت 686 هـ).
3 - شرح محمد بن علي المعروف بابن هانئ السبتي (¬2) (ت 733 هـ).
4 - شرح محمد بن علي الأربلي الموصلي (ت 736 هـ).
5 - شرح شمس الدين محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي (ت 744 هـ).
6 - شرح الشيخ أبي حيان المسمى «التذييل والتكميل» (¬3) (ت 745 هـ).
¬__________
(¬1) ذكر في كشف الظنون: «يقال: إنه كمله وكان كاملا عند تلميذه الشهاب الشاغوري؛ فلما مات المصنف ظن أنهم يجلسونه مكانه فلما خرجت عنه الوظيفة تألم فأخذ الشرح معه وتوجه إلى اليمن غضبا على أهل دمشق، وبقي الشرح مخروما بين أهلها» كشف الظنون (1/ 405)، هذا وقد قام الأستاذ الدكتور/ عبد الرحمن السيد، والدكتور/ محمد بدوي المختون، بتحقيق هذا الشرح وهو الآن مطبوع متداول.
(¬2) ذكر في كشف الظنون (1/ 406) أن ابن هانئ توفي (363 هـ) فليتأمل، ورجعنا إلى بغية الوعاة فوجدنا أنه توفي (733 هـ). انظر البغية (1/ 192: 193).
(¬3) حققت منه الأجزاء، الأول والثالث والسادس في كلية اللغة العربية بالقاهرة.

الصفحة 34