كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 7)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
في رواية من روى أمال بفتح اللام. وقال مبرمان (¬1): وبفتحها قرأت على أبي العباس المبرد ولا يتصور هذا الإتباع في لغة من رخم ونوى؛ لأن حركة آخر ما بقي في هذه اللغة محكوم له بحكم حركة ما هو حشو، وحركة ما هو حشو لا تتبع حركة النون من ابن (¬2). هذا كلامه. واقتفى الشيخ هذا الكلام فقال في قول المصنف أنه نبّه بقوله: ويعطى آخر المقدر التمام ما يستحقه لو تمم به وضعا على إظهار ضمته إن كان صحيحا: «وينبغي أن يزيد إلا أن تصفه بابن وتتبع حركة الآخر الفتحة في نون ابن، فإن الآخر إذ ذاك يكون مفتوحا لا مضموما (¬3). انتهى.
وما قاله ابن عصفور كلام عجيب؛ لأن المراد من قولنا: يتبع الآخر حركة نون ابن الذي هو صفة - أننا نترك الضمة ونفتح لقصد الإتباع، فالإتباع عند قصده معاقب للضمة ولا يتصور وجودها معه؛ لأننا إما أن نضم، وإما أن نتبع، وإذا كان كذلك فمعنى كلامه: يضم الآخر إلّا أن يفتح للإتباع فلا يضم. ولا شك أننا متى فتحنا للإتباع امتنع الضم قطعا. فأي فائدة لقوله: إلّا أن تصفه بابن، وتتبع حركة الآخر في نون ابن.
وكما يتعجب من ابن عصفور في ما ذكره يتعجب من الشيخ أيضا كيف أقرّه عليه، ثم استدرك به على المصنف.
الرابعة:
لا التفات إلى قول من منع نعت المرخم معتلّا لذلك بأن الاسم المرخم يختص بالنداء نحو فل، وفسق، وفساق. لا ينعت لأن الاسم المرخم لم يكن مختصّا بالنداء، إنما المختص بالنداء هو الترخيم، فالاسم إذا لم يكن مرخما يستعمل في النداء وغيره.
نعم إذا رخم اختص بالنداء من أجل أن الترخيم في غير ضرورة إنما يكون في -
¬__________
(¬1) محمد بن علي بن إسماعيل العسكري أبو بكر من كبار علماء العربية من بغداد أخذ عن المبرد والزجاج وعنه الفارسي والسيرافي له شرح شواهد سيبويه وغيره (ت 345 هـ) الأعلام (7/ 158) والبغية (ص 74) ومفتاح السعادة (1/ 137).
(¬2) الأشموني (3/ 183) والهمع (1/ 184) وما بعدها وشرح الجمل (2/ 93، 96).
(¬3) التذييل (4/ 232).

الصفحة 3643