كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 7)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أراد إن ابن حارثة، ومثله:
3517 - ألا أضحت حبالكم رماما ... وأضحت منك شاسعة أماما (¬1)
أراد أمامة كذا رواه سيبويه (¬2)، وزعم المبرد أن الرواية: وما عهد كعهدك يا أماما، لأنه لا يجيز الترخيم الضروري إلا على الوجه الأول (¬3) وهو محجوج بصحة الشواهد على الوجه الثاني وبأن حذف بعض الاسم مع بقاء دليل على المحذوف أحق بالجواز من حذف دون بقاء دليل، وأما زعمه أن الرواية وما عهد كعهدك يا أماما، فلا يلتفت إليه مع مخالفتة نقل سيبويه، فأحسن الظن به إذا لم تدفع روايته أن تكون رواية ثانية وللمبرد إقدام في رد ما لم يرد كقوله في قول العباس ابن مرداس:
3518 - وما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع (¬4)
الرواية يفوقان شيخي مع أن البيت بذكر مرداس ثابت بنقل العدل عن العدل في صحيح البخاري وغيره، وذكر شيخي لا يعرف له سند صحيح ولا سبب يدنيه من التسوية، فكيف [بالترجيح] ويحتمل قول عمرو بن الشريد:
3519 - أقول وليلى ما تريم نجومه ... ألا ليت صخرا شاهدي ومعاويا (¬5)
أن يكون على لغة من يقدر استقلال ما بقي وأن يكون على لغة من يقدر ثبوت المحذوف وبقاء ما قبله على ما كان عليه. ولا يرخم للضرورة ما فيه الألف واللام [4/ 220] لأنه لا يصلح للنداء وشرط المرخم للضرورة أن يكون لفظه صالحا لمباشرة حرف النداء، فعلى هذا لا يقال في الحمي من قول الراجز:
3520 - أو آلفا مكة من ورق الحمى (¬6)
-
¬__________
(¬1) من الوافر لجرير - ديوانه (ص 407) والجمل (ص 189) والنوادر (ص 31) هذا: ورواية الديوان:
أصبح حبل وصلكم رماما ... وما عهد كعهدك يا أماما
(¬2) الكتاب (1/ 343).
(¬3) وانظر الأشموني (3/ 184) والإنصاف (ص 353) والخزانة (1/ 389).
(¬4) من المتقارب - الأشموني (3/ 275)، والإنصاف (ص 499) والتصريح (2/ 119) والدرر (1/ 11)، والهمع (1/ 37).
(¬5) من الطويل - التذييل (4/ 237) وتريم: تبرح - اللسان: ريم.
(¬6) رجز للعجاج - ديوانه (ص 59) والإنصاف (ص 519) والخصائص (2/ 135، 473) وشرح المفصل (6/ 74) والكتاب (1/ 8، 56) واللسان: جمم - ويروي: «قواطنا» بدل «أو الفا».

الصفحة 3651