كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 7)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أحدهما إلى الآخر كما أن يا تيم تيم عدي كذلك. وزعم ابن كيسان أن التاء في أميمة من قوله:
3529 - كليني لهمّ يا أميمة ناصب
هي الهاء المبدلة من تاء التأنيث التي تلحق في الوقف على «أميم» أثبتها في الوصل إجراء لها مجرى الوقف، ولزمها الفتح ليكون الآخر في حال إثباتها على حاله في حال حذفها إذا كان أكثر استعمالهم لهذا الاسم وأمثاله مرخما مفتوح الآخر (¬1)، وهذا المذهب تفريع على أن الهاء اللاحقة في الوقف مبدلة من تاء التأنيث.
والذي ذهب إليه ضعيف؛ لأنه ادعاء من غير دليل إذ قد يمكن أن تكون لحقت في الوجه الذي تقدم ذكره. وإنما ينبغي أن يعتقد أن الوصل أجري مجرى الوقف إذا كان في اللفظ ما يدل عليه، وذلك نحو قول العرب [ثلاثة] أربعة فأثبتوا الهاء التي بابها أن لا توجد إلّا في الوقف في حال الوصل، بدليل حذف الهمزة ونقل حركتها إلى الهاء. وذلك شيء لا يكون إلّا في حال الوصل (¬2). انتهى كلام ابن عصفور رحمه الله تعالى.
وفيه جلاء عن المسألة وإيضاح ليس في كلام المصنف (و) تبين منه أن الذي اختاره المصنف من أن فتحة التاء
في نحو: كليني لهمّ يا أميمة ناصب فتحة إتباع لفتحة ما قبلها هو قول النحاة إلا أن ظاهر كلام المصنف يعطي أن لا ترخيم في الاسم حينئذ وإنما فتح آخر المنادى المختوم بالتاء مع استحقاقه الضم إتباعا لما قبله كما فتح آخره في: يا زيد عمرو إتباعا لما بعده.
وأما كلام ابن عصفور فصريح في أن الاسم رخم ثم بعد ترخيمه أتي بالنداء.
والذي قاله أظهر مما اختاره المصنف، وهو الذي ذكر المصنف أنه مذهب سيبويه واعلم أن قول ابن عصفور: واختلف الناس في إقحام هذه التاء فمنهم من زعم - إلى آخره، ثم قال: ومنهم من ذهب إلى أنهم أتوا بالتاء إلى آخر كلامه ربما يعطي أن القائلين بالإقحام منهم من قال كذا، ومنهم من قال كذا. ولا شك أن القول -
¬__________
(¬1) التذييل (4/ 234).
(¬2) انظره - بتلخيص - في شرح الجمل (2/ 123 - 124) وهذا النص الطويل من شرحه على الإيضاح المفقود.

الصفحة 3656