كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 7)

الباب الثالث والخمسون باب الاختصاص (¬1)
[دواعيه وأحكامه]
قال ابن مالك: (إذا قصد المتكلم بعد ضمير يخصّه أو يشارك فيه تأكيد الاختصاص أولاه «إيّا» معطيها مالها في النّداء إلّا حرفه، ويقوم مقامها منصوبا اسم دالّ على مفهوم الضّمير، معرّف بالألف واللّام أو الإضافة، وقد يكون علما، وقد يلي هذا الاختصاص ضمير مخاطب).
قال ناظر الجيش: قال المصنف (¬2): الباعث على هذا الاختصاص فخر أو تواضع أو زيادة بيان، كقولك في القاهر أعداءه: عنّ المستجير، وعليّ أيّها الجواد يعتمد الفقير، وإنا آل فلان كرماء، ونحن العرب أقرى الناس للضيف، وإني أيها العبد أفقر العبيد إلى رحمة الله تعالى، وإنا حملة القرآن أحق الناس بمراعاة حقوقه، ومنه قول الشاعر:
3540 - لنا معشر الأنصار مجد مؤثّل ... بإرضائنا خير البريّة أحمدا (¬3)
صلّى الله عليه وسلّم، ومثله:
3541 - جد بعفو فإنّني أيّها العب ... د إلى العفو يا إلهي فقير (¬4)
ومثله:
3542 - إنّا بني نهشل لا ندّعي لأب ... عنه ولا هو بالأبناء يشرينا (¬5)
-
¬__________
(¬1) وينظر في هذا الباب: الأشموني (3/ 185 - 187) والأصول (1/ 291 - 300) وأوضح المسالك (4/ 72 - 74) والتذييل (4 / ق 238 - 240) والتصريح (2/ 190 - 192) والرضى (1/ 161 - 162) وشرح المفصل (3/ 17 - 19) والكتاب (2/ 66، 231، 236، 3/ 170)، والهمع (1/ 170 - 171).
(¬2) شرح التسهيل (3/ 434).
(¬3) من الطويل وانظره في الدرر (1/ 147) والشذور (/ 217) والهمع (1/ 171).
(¬4) من الخفيف - الدرر (1/ 146) برواية «خذ» بدل «جد»، والشذور (/ 217)، وشرح شواهده (/ 72) والهمع (1/ 170).
(¬5) البيت من بحر البسيط وهو لنهشل بن حري. وشاهده واضح وهو في شذور الذهب (ص 218) والخزانة (بولاق) (3/ 510).

الصفحة 3665