كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 7)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

3547 - أخاك أخاك إنّ من لا أخا له ... كساع إلى الهيجا بغير سلاح (¬1)
ثم إنّ «إيّاك» في التحذير منصوب بفعل لا يظهر في إفراد ولا في عطف عليه؛ لأنّ التحذير به أكثر من التحذير بغيره، فجعل بدلا من اللفظ بالفعل (¬2) والتزم معه الإضمار مطلقا (¬3) ولم يلتزم مع غيره إلّا إذا عطف عليه المحذّر منه كقولهم: ماز رأسك والسّيف، أي: يا مازن [أبق] رأسك واحذر السّيف، فلو لم يذكر المعطوف جاز الإظهار والإضمار (¬4).
والسّائغ في التحذير أن يراد به المخاطب، وقد يكون للمتكلم (¬5) كقول من قال (¬6): إيّاي وأن يحذف أحدكم الأرنب (¬7) أي: نحّني عن حذف الأرنب ونحّ حذف الأرنب عن حضرتي وشذّ إرادة الغائب به في قول بعض العرب: إذا بلغ الرّجل السّتّين فإيّاه وإيّا الشّوابّ (¬8).
وقد يستغنى عن ذكر المحذّر بذكر المحذّر منه مكرّرا أو معطوفا عليه، وغير مكرّر -
¬__________
(¬1) البيت من الطويل: الشرح: يقول: استكثر من الإخوان فإنهم عدة يستظهر بها على الزمان كما قال الرسول عليه الصلاة والسّلام: «المرء كثير بأخيه» وجعل من لا أخا له يستظهر به كمن قاتل عدوّه ولا سلاح معه، والهيجاء: الحرب يمدّ ويقصر.
الشاهد في: «أخاك» حيث نصبه على الإغراء أي: الزم أخاك والتكرير للتأكيد. وانظر الكتاب (1/ 129) وشرح شواهده للأعلم (1/ 129)
والخصائص (2/ 480) والخزانة (1/ 465) والعيني (4/ 305) والتصريح (2/ 195) وشرح الكافية (3/ 1380) والأشموني (3/ 192).
(¬2) انظر الكتاب (1/ 274، 275) وشرح الألفية لابن الناظم (ص 607).
(¬3) أي: إضمار العامل سواء كان معطوفا عليه أو مكررا. شرح ابن الناظم (607).
(¬4) انظر شرح الألفية لابن الناظم (607).
(¬5) انظر الهمع (1/ 169، 170).
(¬6) أثر عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه والأثر بتمامه «لتذكّ لكم الأسل والرّماح وإيّاي وأن يحذف أحدكم الأرنب» يطلب الرحمة في الصيد والذبح ويحذر من الوحشية في رمي الحيوان الضعيف بحجر ونحوه. وانظر شرح الرضى (1/ 181).
(¬7) انظر الكتاب (1/ 274).
(¬8) قال سيبويه في الكتاب (1/ 141): «وحدثني من لا أتهم عن الخليل أنه سمع أعرابيا يقول: إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإيا الشوابّ» وانظر سر الصناعة (1/ 311) والمفصل (127)، والهمع (1/ 61) واللسان (إيّا) والأشموني وحاشية الصبان (3/ 192) قال الصبان: «ويروي بسين مهملة آخره مثناه فوقية جمع سوأة، والشّوابّ جمع شابّة».

الصفحة 3674