كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 7)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وأما كونها بمعنى «من» فهذا لا يتحقق وإنما [لمّا] كان الأسد في قولنا: إيّاك والأسد محذّرا منه قيل: المعنى: إيّاك من الأسد فهو تفسير معنى لا تفسير إعراب.
وقول المصنف: ولا يكون المحذور ظاهرا ولا ضمير غائب إلّا وهو معطوف.
يشير به إلى أنك تقول: إيّاك والأسد، ونفسك والشّرّ، ورأسك والسّيف ولا تقول (¬1): إيّاك الأسد.
وشذّ (¬2) قولهم: أعور عينك الحجر (¬3). أي: والحجر فحذف حرف العطف، ومثال ضمير الغائب قول القائل:
3549 - فلا تصحب أخا الجهل ... وإيّاك وإيّاه (¬4)
أي: إيّاك باعد منه وباعده منك (¬5).
وقوله: وشذّ إيّاه وإيّا الشّوابّ من وجهين. أما الوجهان اللذان أشار إليهما فهما (¬6): تحذير الغائب وإضافة «إيّا» إلى الظاهر (¬7)، وجعل الشيخ (¬8) أحد الوجهين استعمال إيّاه وهو ضمير غائب دون عطف، وليس الأمر كذلك فإنّ -
¬__________
(¬1) قال سيبويه في الكتاب (1/ 279): «لا يجوز رأسك الجدار حتى تقول من الجدار أو والجدار».
(¬2) انظر التذييل جـ 4 ورقة 241.
(¬3) هذا مثل أي: يا أعور احفظ عينك واتّق الحجر، يضرب في التحذير. وانظر المستقصى (1/ 255) المثل رقم (1081).
(¬4) هذا بيت من الهزج أنشده ابن عبد ربه في العقد الفريد (2/ 157) ولم ينسبه وقبله:
خرجنا من قرى اصطخر ... إلى العصر فقلناه
فمن يسأل عن القصر ... فمبنيّا وجدناه
وروايته: فلا تصحب أخا السّوء.
واستشهد به: على أن المحذور لا يكون ظاهرا ولا ضمير غائب إلا وهو معطوف.
وانظر الارتشاف (1/ 281) وحاشية الصبان علي الأشموني (3/ 192) والهمع (1/ 170) والدرر (1/ 145).
(¬5) الهمع (1/ 170).
(¬6) وفيه شذوذ ثالث هو: اجتماع حذف الفعل ولام الأمر والتقدير: فليحذر تلاقي نفسه وأنفس الشّوابّ. وانظر التصريح (2/ 194) وحاشية الصبان (3/ 192).
(¬7) الأشموني (3/ 192).
(¬8) التذييل (خ) جـ 4 ورقة (241 / ب) والارتشاف (2/ 281).

الصفحة 3681