كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 7)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ولا ترتكب (¬1)، و «هذا ولا زعماتك. أي: ولا أتوهّم (¬2)، وكليهما وتمرا (¬3) أي: أعطني وزدني (¬4)، وديار ميّة في قول الشاعر:
3555 - ديار ميّة إذميّ تساعفنا (¬5)
أي: اذكره.
والجاري مجرى المثل قولهم: «حسبك خيرا لك» (¬6) و «وراءك أوسع لك» (¬7)، وقوله تعالى فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ (¬8)، وانْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ (¬9).
وقد زاد هنا على ما ذكره ثمّ صورا (¬10) كما رأيت، وكلامه في هذا الفصل جليّ، مستغن عن الشرح.
وقد تكلم الشيخ على هذه الكلمات شارحا لمعناها بما لا يكاد يخفى على الناظر ثمّ قال (¬11): وأما مرحبا وأهلا وسهلا فجعل المصنف كلّ واحد منها منصوبا بفعل يناسبه فقال: أصبت رحبا، وأتيت أهلا ووطئت سهلا، فجعلها (¬12) جملا ثلاثا، -
¬__________
(¬1) في الكتاب (1/ 281): «ومن ذلك قولهم: كلّ شيء ولا هذا، وكل شيء ولا شتيمة حر، أي: ائت كلّ شيء ولا ترتكب شتيمة حر فحذف
لكثرة استعمالهم إياه». وانظر الهمع (1/ 168).
(¬2) انظر الكتاب (1/ 280).
(¬3) هذا مثل يضرب في كل موضع خيّر فيه الرجل بين شيئين وهو يريدهما معا. وانظر المستقصى (2/ 231) (المثل رقم 780) وانظر مجمع الأمثال (3/ 38) وحاشية الصبان على الأشوني (3/ 193).
(¬4) في الكتاب (1/ 280، 281) قال سيبويه: «ومن ذلك قول العرب: كليهما وتمرا فذا مثل قد كثر في كلامهم واستعمل، وترك ذكر الفعل لما كان قبل ذلك من الكلام كأنه قال: أعطني كليهما وتمرا». وقال «ومن العرب من يقول: كلاهما وتمرا كأنه قال: كلاهما لي ثابتان وزدني تمرا».
(¬5) هذا صدر بيت من البسيط وهو لذي الرمة وعجزه: ولا يرى مثلها عجم ولا عرب ورخم «ميّه» في غير النداء ضرورة، ويقال: كانت تسمى: ميّا وميّة. انظر الكتاب (2/ 247) (هارون).
الشاهد: نصب «ديار مية» بإضمار فعل ترك استعماله وقامت بما تقدم دلالته فحذف وتقديره: اذكر ديار مية وأعينها. الأعلم (1/ 141) وابن السيرافي (1/ 383)، والبيت في أمالي الشجري (2/ 90) واللسان (عجم).
(¬6) الكتاب (1/ 282).
(¬7) هذا مثل انظر مجمع الأمثال (3/ 439).
(¬8) سورة النساء: 170.
(¬9) سورة النساء: 171.
(¬10) أي: في باب تعدي الفعل.
(¬11) التذييل (خ) ورقة (244 / ب)، (245 / أ).
(¬12) حاشية الصبان (3/ 193).

الصفحة 3689