كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 7)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى (¬1).
فتفسيره ذلك بقوله: هلمّ من يعذرك يدل على أنه وصف لا مصدر؛ لأن من يعذر هو العاذر، وكذا تفسيره الناصب له بقوله: هلمّ يدل على أن العامل المقدّر «أحضر» كما قال المصنف، ثم قال الشيخ (¬2): ويقول العرب: من يعذرني
من فلان، على معنى: من يعتذر لي منه، فالعذير بمعنى العاذر وهو صيغة مبالغة.
ولم يظهر لي وجه ترتب قوله: «فالعذير بمعنى العاذر» على قوله: «إن معني من يعذرني من فلان: من يعتذر لي منه» ثم الذي يظهر أن «عذير» من نحو قولهم:
3558 - عذيرك من خليلك من مراد (¬3)
ومن قولهم:
3559 - عذير الحيّ من عدوان (¬4)
مصدر لا صفة، وهو منصوب بـ «أحضر» لازم الإضمار - كما ذكروا - على المفعولية، وأما «عذير» من قول القائل: «من عذيري من أناس» فهو صفة بمعنى «عاذر» أي: من يعذرني؟
[4/ 230] ثمّ مراد المصنف بقوله: «ديار الأحباب» ديار من يحبّه الذاكر للدّيار، كقول ذي الرّمّة:
3560 - ديار ميّة إذ ميّ تساعفنا ... ولا يرى مثلها عجم ولا عرب (¬5)
وكقول طرفة: -
¬__________
(¬1) أي: كلام الجوهري في الصحاح (عذر).
(¬2) التذييل والتكميل 4 ورقة (245 / أ) وكلامه هنا يشير إلى أن «العذير» وصف لا مصدر وهو مخالف لما ذهب إليه سيبويه. انظر هامش رقم 6 من الصفحة السابقة.
(¬3) سبق ذكره.
(¬4) سبق ذكره.
(¬5) سبق الكلام عليه والشاهد هنا: في قوله: «ديار ميّة» إذ قصد به ديار الأحباب وأضاف الديار إلى محبوبته.

الصفحة 3692