كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 8)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الله) (¬1).
ثم نبّهت على لزوم الضمّ في عين مضارع «فعل» المقصود به غلبة المقابل نحو:
«كاتبني زيد فكتبته أكتبه» إذا كنت أكتب منه و «عالمني فعلمته أعلمه» إذا كنت أعلم منه، وهو مطرد في كل ثلاثي - أعني صوغ «فعل» للغلبة وضمّ عين المضارع منه إلّا أن يوجب لزوم كسره كونه من باب «وعد» أو «سار» أو «سرى» (¬2) ولذلك قلت: «وفيما لغلبة المقابل خاليا من ملزم الكسر».
ثم قلت: «ولا تأثير لحلقيّ فيه» منبها على أن الضمّ في مضارع «فعل» الذي يقصد به الغلبة لازم مع كون عينه أو لامه حرف حلق، نحو: «فاهمني ففهمته أفهمه» و «فاقهني [5/ 8] ففقهته أفقهه» إذا فقته فهما وفقها».
ثم قلت: «خلافا للكسائيّ» مشيرا إلى أنّ الكسائي يجيز فتح العين من هذا النوع لأجل حرف الحلق قياسا، فيجيز أن يقال: «أفهمه» و «أفقهه» بمعنى: فقته فهما وفقها وإن لم يسمع في هذا النوع إلا الضّمّ قياسا على غيره من المفتوح لأجل حرف الحلق (¬3)، ومما سمع فيه الضّمّ «شاعرني فشعرته أشعره» (¬4).
وقد يجيء مضارع «فعل» غير الذي للغلبة بلغتين أو ثلاث إذا كانت عينه أو لامه حرف حلق (¬5) نحو: «منحه يمنحه ويمنحه و «محوت الكتاب أمحاه وأمحوه» و «رجح الدّينار يرجح ويرجح ويرجح» و «نبع الماء ينبع وينبع وينبع». -
¬__________
- من أبي موسى، حدّث عن بعض الصحابة مثل عمر بن الخطاب، وروى عنه القراءة أبو الأشهب العطاردي، توفي سنة 105 هـ. انظر ترجمته في طبقات القراء لابن الجزري (1/ 604).
(¬1) وانظر في هذه القراءة: مختصر شواذ القرآن لابن خالويه (ص 20) وفيه: «يحببكم الله» بفتح الياء أبو رجاء وروي عنه «يحبّكم الله» بالإدغام وفتح الياء»، والبحر المحيط (2/ 431).
(¬2) انظر شرح الشافية (1/ 70، 71) وحاشية الصبان (4/ 241).
(¬3) قال الرضي في شرح الشافية (1/ 71): «والحقّ ما ذهب إليه غيره لأن ما فيه حرف الحلق لا يلزم طريقة واحدة كالمثال الواوي والأجوف والناقص اليائيين بل كثير منه يأتى على الأصل نحو: برأ يبرؤ وهنأ يهنئ» وانظر حاشية الصبان (4/ 241).
(¬4) حكاه أبو زيد. انظر شرح الشافية (1/ 71) وحاشية الصبان (4/ 241) والنوادر (ص 557).
(¬5) حاشية الصبان (4/ 241).

الصفحة 3737