كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 8)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يوجب حمده (¬1)، و «أبخلته» و «أجبنته» و «أفحمته» إذا ألفيته ذا بخل (¬2)، وذا جبن (¬3)، وذا إفحام أي عاجزا عن قول الشّعر (¬4) [5/ 10] ومنه قول عمرو بن معديكرب لبني سليم:
«لقد سألتها فما أبخلتها، وقاتلتها فما أجبنتها، وهاجيتها فما أفحمتها» (¬5).
وأما ورود «أفعل» لجعل الشيء صاحب ما هو مشتق من اسمه: فك «أشفيت فلانا» إذا أعطيته دواء يستشفي به (¬6)، و «أسقيته» إذا جعلته ذا ماء يسقي به ما هو محتاج إلى السّقي، وكذلك إذا أعطيته ما يصنع منه سقاء (¬7)، ومن هذا النوع:
«أقبرته» إذا جعلت له قبرا (¬8)، و «أنعلته» إذا جعلت له نعلا (¬9)، و «أركبته» إذا جعلت له مركبا (¬10)، و «أعبدتّه» إذا جعلت له عبدا (¬11)، و «أخدمته» إذا جعلت له خادما.
وأما «أفعل» الذي لبلوغ عدد: فك «أعشرت الدّراهم» إذا بلغت العشرين، وكذلك «أثلثت» و «أربعت» و «أخمست» و «أسدست» و «أسبعت» و «أثمنت» و «أتسعت» و «أمأت» و «آلفت» إذا صارت ثلاثين، وأربعين -
¬__________
(¬1) قال سيبويه في الكتاب (4/ 60): «فأما أحمدته فتقول: وجدته مستحقّا للحمد مني، فإنما تريد أنك استبنته محمودا» وانظر شرح المفصل للرازي (3/ 418) وشرح الشافية (1/ 91) واللسان (حمد).
(¬2) انظر شرح الشافية (1/ 91) واللسان (بخل) والهمع (2/ 161).
(¬3) انظر الهمع (2/ 161) واللسان (جبن).
(¬4) انظر اللسان (فحم) وشرح الشافية (1/ 91).
(¬5) الرواية في الحواشي والمفصل (ص 280) وشرح الشافية (1/ 91): «قاتلناكم فما أجبنّاكم وسألناكم فما أبخلناكم وهاجيناكم فما أفحمناكم».
(¬6) انظر الكتاب (4/ 59) واللسان (شفى).
(¬7) انظر الكتاب (4/ 59) والمفصل (ص 280) وشرح المفصل للرازي (3/ 414) (رسالة) وشرح الشافية (1/ 88) واللسان (سقى).
(¬8) انظر الكتاب (4/ 59) والمفصل (ص 280) وشرح الشافية (1/ 88) واللسان (قبر).
(¬9) انظر اللسان (نعل).
(¬10) انظر اللسان (ركب).
(¬11) في اللسان (عبد): «قال الليث: وأعبده عبدا ملّكه إيّاه».

الصفحة 3747