كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 8)

[معاني فعّل بالتشديد]
قال ابن مالك: (ومنها «فعّل» وهو للتّعدية، وللتّكثير، وللسّلب، وللتّوجّه، ولجعل الشّيء بمعنى ما صيغ منه، ولاختصار حكايته، ولموافقته «تفعّل» و «فعل» وللإغناء عنهما).
قال ناظر الجيش: قال المصنف (¬1): «فعّل للتّعدية: كـ «أدّبت الصّبيّ، وعلّمته الخير». وللتكثير: كـ «فتّحت الأبواب» و «فبّحت الغنم» (¬2).
وللسلب: كـ «قرّدت البعير» و «حلّمته» و «قذّيت عينه» إذا نزعت عنه القردان (¬3)، والحلم (¬4)، وأزلت عن عينه القذى (¬5).
وللتّوجّه: كـ «شرّق» و «غرّب» و «غوّر» و «كوّف».
ولجعل الشيء بمعنى ما صيغ منه: كـ «عدّلته» و «أمّرته» إذا جعلته عدلا وأميرا، و «فسّقته» و «كفّرته» و «زنّيته» و «جهّلته» إذا نسبته إلى الفسق، والكفر، والزّنا والجهل (¬6)، ومنه «بطّنت الثّوب» و «جبّبته» إذا جعلت له بطانة
وجيبا (¬7).
¬__________
(¬1) شرح التسهيل (3/ 451) تحقيق د/ عبد الرحمن السيد ود/ محمد بدوي المختون.
(¬2) قال الزمخشري في المفصل (281): «ومجيئه للتكثير هو الغالب عليه نحو: قطّعت الثياب وغلّقت الأبواب وهو يجوّل ويطوّف أي يكثر الجولان والطّواف، وبرّك النّعم وربّض الشاء وموّت المال ولا يقال للواحد» وقال الرازي في شرحه (3/ 423) (رسالة) «والتكثير على أحد أوجه ثلاثة إما بتكثير المفعول أو بتكثير الفعل، أو بتكثير الفاعل» وقال: «لا يقال: برّك البعير» ولا ربّض الشاة، ولا موّت البعير. وانظر شرح الشافية (1/ 92) والهمع (2/ 161) وفقه اللغة للثعالبي (ص 295).
(¬3) القردان: جمع وواحده: القراد، يقال: قرّد بعيرك أي انزع منه القردان، وقرّده انتزع قراده، وهذا فيه معنى السّلب. انظر اللسان (قرد) وشرح المفصل للرازي (3/ 422) (رسالة) وشرح الشافية (1/ 94) والهمع (2/ 161).
(¬4) الحلم: جمع واحده: حلمة وهي الصّغيرة من القردان وقيل الضّخم منها. انظر اللسان (حلم) والهمع (2/ 161).
(¬5) قال الجوهري: «القذى في العين وفي الشّراب ما سقط فيه، وتقول: أقذيت عينه: جعلت فيها القذى، وقذّيتها تقذية أخرجت منها القذى» الصحاح (6/ 4260) (قذى) واللسان (قذى) وشرح المفصل للرازي (3/ 421) (رسالة).
(¬6) قال ابن الحاجب: «يرجع معناه إلى التعدية» انظر شرح الشافية للرضي (1/ 94) وشرح السيرافي (6/ 99).
(¬7) انظر اللسان (بطن) و (جيب).

الصفحة 3749