كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 8)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إلا اسم مؤنث حتى إن توهم تذكير قدّر تأنيث كما قدّر سيبويه (¬1) مسمى «سفار» وهو ماء: ماءة، ومسمى «حضار» وهو اسم كوكب: كوكبة.
وأشار إلى لغة الحجازيين بقوله: «ويبينه الحجازيون كسرا» قال سيبويه: «هي اللغة الأولى والقدمى»، وسيأتي
الكلام على علة بنائه.
وأما موافقة أكثر تميم للحجازيين فيما لامه «راء» فقد ذكر الأئمة (¬2) لذلك علة وهي أن الراء توجب من الإمالة ما لا يوجبه غيرها إذا كانت مكسورة، ويمنع من الإمالة ما لا يمنع غيرها إذا كانت مفتوحة أو مضمومة فهم يحافظون عليها.
وإنما قال ««أكثر تميم» لأن بعضهم يعربه كما يفعل في «حذام» وقد جمع الشاعر (¬3) بين اللغتين قال:
3740 - ومرّ دهر على وبار ... فهلكت جهرة وبار (¬4)
والقوافي مرفوعة، وأول القصيدة:
3741 - ألم تروا إرما وعادا ... أودى بها اللّيل والنّهار (¬5)
وقد قيل (¬6): إن «وبار» التي في آخر البيت ليس اسما وإنما الواو عاطفة و «بار» فعل ماض مسند إلى ضمير الجماعة، والمعنى: أن الدهر أهلك أهل وبار، ولا يريد -
¬__________
(¬1) انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1477).
(¬2) انظر الكتاب (3/ 279).
(¬3) انظر الكتاب (3/ 278) وعبارته: «وهي اللغة الأولى القدمى».
(¬4) هذا البيت من مخلع البسيط، ووبار أمة قديمة من العرب العاربة، وقيل أنها مدينة كانت الجن تسكنها وقيل: أنها موضع بالدهناء، وقيل غير ذلك.
والشاهد: في «وبار» حيث جمع فيه بين اللغتين: إحداهما في البناء على الكسر وذلك قوله «على وبار» والأخرى هي الإعراب كإعراب ما لا ينصرف وذلك في «وبار» الأخيرة فرفعه بـ «هلكت» و «جهرة» حال. وانظر البيت في الكتاب (3/ 279) والمقتضب (3/ 50، 376)، والرواية فيه «فهلكت عنوة»، وأمالي ابن الشجري (2/ 115) وابن يعيش (4/ 64) والمقرب (2/ 282).
(¬5) هذا البيت من مخلع البسيط أيضا وهو أول القصيدة التي منها بيت الأعشى السابق وهو في ديوانه (ص 193) واستشهد بهذا البيت: على أن القوافي مرفوعة، فعلى هذا كان من الضروري أن يأتي الشاعر بقافية البيت السابق مرفوعة، و «إرم» اسم قبيلة، و «عاد» اسم بلدتهم. وانظر هذا البيت في العيني (4/ 358)، والتصريح (2/ 225).
(¬6) انظر التذييل (6/ 432: 433)، وشرح الألفية للأبناسي (2/ 251).

الصفحة 4065