كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 8)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بذلك المكان وإنما يريد: أهله، فأعاد الضمير في «هلكت» مؤنثا على «وبار» مراعاة للفظ «وبار» ثم أعاد الضمير جمعا على «الأهل» المحذوف أي: وبار أهلها أي: هلكوا على جهة التأكيد من حيث المعنى، ونظير ذلك قوله تعالى: وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ (¬1).
وإذا سمي مذكر بـ «حذام» و «رقاش» و «قطام» ونحوها فإنه يعرب ممنوع [الصّرف] (¬2) كان في آخره «راء» أو لم يكن (¬3)، وذكر سيبويه (¬4) أن من العرب من يصرفه؛ لأنه معدول عن مؤنث وتسمية المذكر به يذهب التأنيث.
ثم أشار إلى القسم الثاني وقد عرفت أنه أربعة أشياء بقوله: واتّفقوا على كسر فعال أمرا أو مصدرا أو حالا أو صفة».
فمثال الأمر (¬5): «نزال» و «نعاء» و «حذار» و «نظار» و «مناع» وقولهم للضّبع: دباب أي: دبّي (¬6).
ومثال المصدر (¬7): «فجار» و «حماد» و «يسار» و «جماد» و «عباب» و «أباب» و «مساس» و «كفاف» و «بوار» و «بلاء» وقال حميد الأرقط [5/ 82]:
3742 - فقلت امكثي حتّى يسار لعلّنا ... نحجّ معا قالت: أعاما وقابله؟ (¬8)
كأنه قال: حتى الميسرة (¬9)، وقال الآخر: -
¬__________
(¬1) سورة الأعراف: 4، ووجه التنظير بهذه الآية أن قوله تعالى: أَهْلَكْناها نظير: «فهلكت» وقوله تعالى: أَوْ هُمْ نظير: «وبار» وانظر التذييل (6/ 433).
(¬2) «الصرف» ساقطة من جـ، ومصححة على هامشها.
(¬3) انظر الكتاب (3/ 279).
(¬4) الكتاب (3/ 280).
(¬5) انظر التذييل (6/ 434).
(¬6) انظر الكتاب (3/ 272).
(¬7) انظر التذييل (6/ 434).
(¬8) هذا البيت من الطويل وهو لحميد بن ثور الهلالي ديوانه (ص 117) ونسبته إلى حميد الأرقط خطأ.
ومعنى البيت: طلب منها الأنتظار حتى يوسر فيستطيع الحج. فأنكرت ذلك وقالت: أأنتظر هذا العام القابل، والقابل بمعنى المقبل، والشاهد في قوله: «يسار» وهو اسم لليسر معدول عن «الميسرة»، والميسرة واليسر الغنى. البيت في الكتاب (3/ 274)، الشجري (2/ 113)، وابن يعيش (4/ 55) وشرح التصريح (1/ 125)، والهمع (1/ 29)، والدرر (1/ 8).
(¬9) انظر الكتاب (3/ 275) وابن يعيش (4/ 55)، والتذييل (6/ 434).

الصفحة 4066