كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 8)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

3748 - وردّوا ما لديكم من ركابي ... ولمّا تأتكم [صمّي] صمام (¬1)
كنى بها عن الدّاهية؛ لأنها تصمّ الأسماع، ويكون على هذا من: أصمّ كـ «دراك» من: أدرك، والأجود أن يكون من:
صمّ الكوّة بحجر، والقارورة:
سدّ فمها، فيكون من ثلاثي غير مزيد، وصمام أيضا للحية؛ لأنها لا تعمل الرّقي لخبثها فلا تجيب كأنها صماء. أوردت ذلك حسبما أورده الشيخ في شرحه (¬2).
ومثال الصفة الملازمة للنداء: «يا فساق» و «يا خباث» و «يا لكاع» (¬3)، و «يا رطاب» (¬4) و «يا دفار» (¬5) و «يا خضاف» (¬6) و «يا حباق» (¬7) و «يا خزاق» (¬8).
وليعلم أن هذه الأربعة منها ما كثر وروده عن العرب فوجب القياس عليه وهما:
اسم فعل الأمر من الثلاثي كـ «نزال»، والصفة المختصة بالنداء، وقد تقدم التنبيه على ذلك في باب المنادى.
ومنها: ما لم يكثر فوجب الوقوف فيه مع السماع وهما: المصدر والصفة في غير النداء، وهي التي عبّر عنها المصنف «بالجارية مجرى الأعلام». -
¬__________
(¬1) هذا البيت من الوافر، الشرح: قوله: ركابي: الرّكاب: الإبل التي تحمل القوم، وقوله: صمّي صمام: هي الحية الصماء التي لا تجيب الرّقي شبهت بها الداهية، ويروى الشطر الأول منه هكذا: فأدوا ناقتي لا تأكلوها.
والشاهد في البيت قوله: «صمام» كنى بها عن الداهية. وانظر البيت في المستقصى (2/ 143)، ومجمع الأمثال (2/ 219).
(¬2) انظر التذييل (6/ 434: 437) وقد نقله المؤلف بتصرف.
(¬3) يقال: رجل لكع أي: لئيم وامرأة لكعاء. ابن يعيش (4/ 57).
(¬4) رطاب: كلمة تقال للأمة وهي صفة ذم، والمراد: يا رطبة الفرج وذلك مما تعاب به المرأة.
ابن يعيش (4/ 57).
(¬5) دفار: كلمة للأمة أيضا والمراد: يا دفار فعدلوا عن: دفرة إلى دفار للمبالغة في الصفة، والدّفر:
النتن، والدنيا أم دفار كنوها بذلك ذمّا لها، ويقال: دفرا لك أي نتنا. انظر ابن يعيش (4/ 57).
(¬6) خضاف: صفة ذم، والخضف: الحبق، كأنهم أرادوا: يا خاضفة أي: يا ضارطة ابن يعيش (4/ 75: 85).
(¬7) حباق: مثل خضاف، والمراد: يا حابقة فعدل إلى فعال للمبالغة، والحبق: الضرط. ابن يعيش (4/ 85).
(¬8) خزاق: بالخاء المعجة من الخزق، ويقال للأمة: يا خزاق يكنى به عن الذّرق. انظر شرح الكافية للضرى (2/ 77) واللسان (حزق) وابن يعيش (4/ 85)، و «حزاق» بالحاء المهملة من صفات الذم من معنى البخل. ابن يعيش (4/ 85).

الصفحة 4070