كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 8)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

3759 - فما كان قيس ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع (¬1)
قال (¬2): «وهذا من تشبيه الأصول بالفروع» انتهى.
وأما قوله: لا اختيارا خلافا لقوم فإشارة إلى أن بعضهم يجيز منع صرف ما ينصرف دون ضرورة، قال في شرح الكافية (¬3): «أنشد أحمد بن يحيى»:
3760 - أؤمّل أن أعيش وأنّ يومي ... بأوّل أو بأهون أو جبار
أو التّالي دبار فإن أفته ... فمؤنس أو عروبة أو شيار (¬4)
فقال الحامض (¬5) لأبي العباس: أؤمل أن أعيش موضوع قال: لم؟ قلت: لأن مؤنسا ودبارا مصروفات وقد ترك صرفهما، فقال أبو العباس (¬6): هذا جائز في الكلام فكيف في الشعر؟ انتهى.
فمراد المصنف بقوله: وزعم قوم أنّ صرف ما لا ينصرف [مطلقا] لغة إلى ما نقل عن الأخفش (¬7) أنه قال: من العرب من يصرف في الكلام جميع ما لا ينصرف، قال: وكأن هذه لغة الشعر إلا أنهم قد اضطروا إليه في الشعر فجرت ألسنتهم في -
¬__________
(¬1) هذا البيت من المتقارب وهو في ديوان العباس بن مرداس (ص 84) حابس: والد الأقرع بن حابس، يريد أن أبويهما لم يكونا خيرا من أبيه والشاهد في البيت منع «مرداس» من الصرف مع أنه ليس فيه إلا علة واحدة وهي العلمية.
والبيت في الإنصاف (ص 499)، وشرح الكافية للرضي (1/ 38)، والعيني (4/ 365) والخزانة (1/ 71) والأشموني (3/ 275).
(¬2) أي الشيخ أبو حيان.
(¬3) انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1511).
(¬4) هذان البيتان من الوافر وقد أنشدها ابن منظور في اللسان (هون، وجبر، ودبر، وأنس، وعرب، وشير) ولم يعزهما إلى قائل معين في أحد هذه المواضع، وهذه الأسماء أعلام على أيام الأسبوع على ما كان العرب يسمونها في الجاهلية، وقد بينها الأنباري في الإنصاف (ص 497).
الشاهد: قوله «دبار» حيث منعه من الصرف مع أنه لا يوجد فيه إلّا سبب واحد وهو العلمية، ونظيره يقال في «مؤنس». والبيتان في الانصاف (ص 497)، والعيني (4/ 367)، واللوامع (1/ 11).
(¬5) يقصد أبا موسى الحامض انظر اللسان (غرب) وهو من نحاة الكوفيين أخذ عن أبي العباس ثعلب من مؤلفاته غريب الحديث، وخلق الإنسان توفي سنة (305 هـ). انظر ترجمته في البغية (1/ 601).
(¬6) ليس في شرح الكافية الشافية.
(¬7) انظر التذييل (6/ 456) وشرح الألفية للأبناسي (2/ 255)، والأشموني (3/ 275).

الصفحة 4084