كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 8)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقيل (¬1): إن ذلك على إضمار «اللام» أي: وليبك من بكى، وقيل: إنه على الحمل على المعنى؛ لأن معنى اخمشى: لتخمشي.
وقد ذكروا أنها ترد مع الشرط ومع الجواب أيضا فيقال: إن تأت أو تجلس اضرب زيدا، وإن تأت اضرب زيدا أو يستقيم، واختلفوا في قول الشاعر:
3840 - إن تركبوا فركوب الخيل عادتنا ... أو تنزلون فإنّا معشر نزل (¬2)
فقيل: رفع على القطع، التقدير: أو أنتم تنزلون، وهو قول يونس (¬3)، وجعله الخليل (¬4) من العطف على المعنى كأنه قال (¬5): أتركبون قال: لأن الشرط كالاستفهام في كونه غير واجب.
وخرجه السيرافي (¬6) على تقدير «إن» الشرطية بـ «إذا» فأجراها مجراها تقديرا فرفع.
ورجّح (¬7) قوله على قول الخليل بأن فيه إجراء أداة شرط مجرى أداة شرط والاستفهام مخالف للشرط، قالوا: والحمل على الموافق أولى من الحمل على المخالف. -
¬__________
- والشاهد فيه: في قوله: «أو يبك» حيث أضمر فيه اللام مع إعمالها، ويجوز أن يكون الجزم عطفا على ما في «اخمشي» من معنى الجزم اذ معناه لتخمشي. والبيت في الكتاب (3/ 9)، والمقتضب (2/ 132)، وأصول النحو لابن السراج (2/ 131)، والإنصاف (532) وابن يعيش (7/ 60، 62)، والمغني (225).
(¬1) انظر: التذييل (6/ 595).
(¬2) هذا البيت من البسيط وهو للأعشى، ديوانه (ص 48).
الشرح: نزل: جمع نازل، وكانوا ينزلون عن الخيل عند ضيق المعركة فيقاتلون على أقدامهم، وفي ذلك الوقت يتداعون: نزال.
والشاهد فيه: رفع «تنزلون» عطفا على معنى «أن تركبوا» وهو المسمى عطف التوهم؛ لأن معناه: أتركبون فذاك عادتنا أو تنزلون في معظم الحرب فنحن معروفون بذلك، وهذا مذهب الخليل وحمله يونس على القطع، والتقدير عنده: أو أنتم تنزلون، قال الشنتمري: «وهذا أسهل في اللفظ والأول أصح في المعنى والنظم». والبيت في الكتاب (3/ 51)، والمغني (693)، والخزانة (3/ 612)، والهمع (2/ 60).
(¬3) انظر: الكتاب (3/ 51) وقال سيبويه: «وقول يونس أسهل» وانظر التذييل (6/ 595).
(¬4) انظر: الكتاب (3/ 51)، والتذييل (6/ 595).
(¬5) أي الشيخ أبو حيان، انظر: التذييل (6/ 595).
(¬6) انظر: شرح كتاب سيبويه للسيرافي (خ) (2/ 220) وعبارته: «قال المفسرون: وفيه قول ثالث وهو عندي أسهل من هذين القولين وهو
أنه تقدر في موضع: إن تركبوا: إذا تركبون؛ لأن إن وإذا يجازى بهما وهما مقاربان في معنى ما يريد المتكلم».
(¬7) المرجع الشيخ أبو حيان، انظر التذييل (6/ 595).