كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 8)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وأنت تشرب اللبن أي: في حال شربك اللبن، أو على الاستئناف كأنه قيل:
ومشروبك اللبن أكلت السمك أو لم تأكله، فأما قول الأخطل:
3878 - لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم (¬1)
فالنصب على معنى: لا تجمع بين أن تنهى وتأتي، ولو جزم كان المعنى فاسدا، ولو رفع جاز على إضمار مبتدأ و «الواو» للحال لا على الاستئناف.
وأما الدعاء: فكقولك: رب وفقني وأطيعك، فينصب فيه ما بعد الواو كما في قول الآمر. وأما الاستفهام: فكقولك: هل تأتينا وتحدثنا؟ فتنصب على معنى: هل يكون منك إتيان وحديث، وإن شئت رفعت على الاشتراك في الاستفهام، أو على إضمار مبتدأ وقصد الحال، أو على الاستئناف.
وأما النفي: فكقولك: لا يسعني شيء ويعجز عنك (¬2)، كما قال تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (¬3)، وقال الأخطل (¬4):
3879 - ألم أك جاركم ويكون بيني ... وبينكم المودّة والإخاء (¬5)
وإن شئت رفعت على ما رفعت عليه بعد الاستفهام.
وأما العرض: فكقولك: ألا تنزل وتصيب خيرا.
وأما التحضيض: فكقولك: هلا أمرت وتطاع، ينصب فيهما (¬6) ما بعد الواو كما في النفي والاستفهام.
وأما التمني: فكقولك: ليتك تأتيني وتحدثني، فتنصب على معنى: ليتك تجمع بين الإتيان والحديث، والتقدير: ليتك كان منك إتيان وحديث، ومثله قراءة حمزة وعاصم (¬7): يليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين (¬8)، وإن شئت -
¬__________
(¬1) تقدم.
(¬2) من أمثلة الكتاب (3/ 43).
(¬3) سورة آل عمران: 142.
(¬4) هكذا في نسخة (جـ)، (أ) والصواب أنه للحطيئة.
(¬5) تقدم.
(¬6) أي: في العرض والتحضيض.
(¬7) انظر الحجة لابن خالويه (ص 137)، والكشف (1/ 427)، وقد روى حفص عن عاصم فنسبت القراءة إليه.
(¬8) سورة الأنعام: 27.

الصفحة 4224