كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 9)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

فإنّي من قوم سواكم وإنّما ... رجالي فهم بالحجاز وأشجع (¬1)
وعند المبرد (¬2) وابن السراج (¬3) وأبي علي (¬4) أن «إذما» باق على اسميته، وفي ذلك كلام يأتي ذكره في القول على «حيثما».
وأما الأسماء فما تضمن معنى «إن» فجرى مجراها في التعليق والعمل وهي خمسة أضرب: اسم محض، واسم يشبه الظرف، وظرف زمان، وظرف مكان، وما يستعمل اسما وظرفا.
الضرب الأول: من، وما، ومهما، فـ «من» لتعميم أولي العلم، وتكون شرطا فتجزم كقوله تعالى: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ (¬5)، و «ما» لتعميم الأشياء، وتكون أيضا شرطا فتجزم كقوله تعالى: وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ (¬6) و «مهما» مثل «ما» وأعم منها، ولا شك في كونها اسما بدليل عود الضمير إليها كما يعود إلى «ما» قال الشاعر:
3970 - إذا سدته سدت مطواعة ... ومهما وكلت إليه كفاه (¬7)
-
¬__________
(¬1) هذان البيتان من الطويل لعبد الله بن همام السلولي، وأفرع من الأضداد وأراد به هنا: انحدر.
والشاهد في البيت الأول في «فإذما» حيث وقعت شرطا ولذا قرن جوابها بالفاء في البيت الثاني «فإني».
والبيت الأول في أمالي الشجري (2/ 245)، والمفصل (ص 322)، وابن يعيش (7/ 47) والبيتان في ابن يعيش (9/ 6، 7).
(¬2) في المقتضب (2/ 45) قال: ومن الحروف التي جاءت لمعنى: «إن» و «إذما». فظاهر كلامه أن «إذما» حرف، ولا يرى أنه باق على اسميته كما ذكر الإمام بدر الدين.
(¬3) يرى ابن السراج أنها ظرف، انظر: الأصول (2/ 133).
(¬4) يرى أبو علي الفارسي أنها ظرف، انظر: الإيضاح (ص 107).
(¬5) سورة التغابن: 11.
(¬6) سورة البقرة: 197.
(¬7) هذا البيت من المتقارب وهو للمتنخل الهذلي كما في الخزانة (3/ 636)، وانظر ديوان الهذليين (2/ 30).
الشرح: قوله: إذا سدته هو من: المساودة التي هي المسادة والسّواد كالسّرار بكسرهما لفظا ومعنى، قال: إذا ساورته طاوعك وساعدك، وقيل: هو من السيادة فكأنه قال: إذا كنت فوقه سيدا له أطاعك، ولم يحسدك، وإن وكلت إليه وفوضته شيئا كفاك، والمطواع: الكثير الطوع والانقياد، والتاء في مطواعة لتأكيد المبالغة.
والشاهد فيه على أن «مهما» اسم بدليل رجوع الضمير إليه وهو «الهاء» والضمير لا يرجع إلا إلى الاسم. والبيت في ابن يعيش (7/ 43)،
وشرح الكافية (2/ 253)، والخزانة (3/ 635).

الصفحة 4322