كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 9)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ومنها: أنك قد عرفت قول المصنف (¬1): وقد ترد ما ومهما ظرفي زمان.
وقال في شرح الكافية (¬2): «وما سوى إن وإذما من أدوات الشرط فأسماء بإجماع المحققين، وهي على ثلاثة
أضرب: ضرب لا ظرفية فيه وهو: أين ومتى وأيّان وحيثما وأيّ، وضرب يستعمل ظرفا وغير ظرف وهو: أيّ تكون عارية من الظرفية إذا أضيفت إلى ما لا يدل على زمان ولا مكان، وتكون ظرف زمان إن أضيفت إلى اسم زمان، وظرف مكان إن أضيفت إلى مكان نحو: أيّهم تضرب أضرب، وأيّ وقت تقم أقم، وأيّ مكان تجلس أجلس»، لكنه قال في متن الكافية (¬3):
وقد أتت مهما وما ظرفين في ... شواهد من يعتضد بها كفي
وقال في شرحه لذلك (¬4): «جميع النحويين يجعلون ما ومهما مثل من في لزوم التجرد عن الظرفية مع أن استعمالهما ظرفين ثابت في أشعار الفصحاء من العرب كقول الفرزدق:
3987 - فما تحي لا أرهب وإن كنت جارما ... ولو عدّ أعدائي عليّ لهم ذحلا (¬5)
وقول الآخر:
3988 - وما تك يا ابن عبد الله فينا ... فلا ظلما نخاف ولا افتقارا (¬6)
وقول الآخر:
3989 - فما تحي لا أخش العدوّ ولا أزل ... على النّاس أعلو من ذرى المجد مفرعا (¬7)
وقول تميم العجلاني (¬8): -
¬__________
(¬1) أي: في التسهيل.
(¬2) انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1624).
(¬3) انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1620).
(¬4) انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1625 - 1627) وقد نقله عنه بتصرف.
(¬5) هذا البيت من الطويل وهو في ديوان الفرزدق (2/ 127)، وقوله ذحلا: الذحل: الثأر، وقيل:
طلب مكافأة بجناية جنيت عليك أو عداوة أتيت، وقيل: هو الحقد والعداوة.
والشاهد فيه: استعمال «ما» الشرطية ظرفا. وانظر البيت في الأشموني (4/ 12).
(¬6) سبق شرحه والتعليق عليه.
(¬7) هذا البيت من الطويل لقائل مجهول، واستشهد به على أن «ما» في قوله «فما تحي» ظرفية.
(¬8) هو تميم بن مقبل، وقد سبقت ترجمته.

الصفحة 4335