كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 9)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وكقول الآخر:
3999 - فمتى واغل ينبهم يحيّو ... هـ وتعطف عليه كأس السّاقي (¬1)
والاستفهام في هذا الاستعمال كأدوات الشرط مع كونه غير مختص، فإن كان بالهمزة جاز - لكونها أمّ الباب، وأصل أدوات الاستفهام - أن يتقدم على الفعل بعدها اسم مرفوع بالابتداء أو معمول لفعل مضمر يفسره ما بعد الاسم، وإن كان بـ «هل» أو غيرها من أسماء الاستفهام امتنع أن يتقدم الاسم على الفعل إلا في الضرورة كقوله:
4000 - أم هل كبير بكى لم يقض عبرته ... إثر الأحبّة يوم البين مشكوم؟ (¬2)
وامتنع حينئذ كونه مبتدأ ووجب حمله على فعل مضمر عامل فيه عمل الفعل الظاهر في ما اشتغل به.
وأما الجزاء فيصلح له كل الجمل، فيكون جملة طلبية، وخبرية شرطية وغير شرطية، وجملة اسمية أو فعلية، والأصل كونه جملة يصح جعلها شرطا وهي المصدرة بفعل متصرف ماض مجرد من «قد» لفظا أو تقديرا ومن غيرها، أو مضارع مجرّد أو منفي بـ «لا» أو «لم» لأن الشرط بـ «إن» وأخواتها تعليق حصول ما ليس بحاصل على حصول غيره، فاستلزم في جملته امتناع الثبوت -
¬__________
- (2/ 73) وأمالي الشجري (1/ 332، 347) والإنصاف (ص 618) وابن يعيش (9/ 10)، وشرح الكافية للرضي (2/ 255).
(¬1) هذا البيت من الخفيف وهو لعدي بن زيد كما في الكتاب (3/ 113) وانظر ملحقات ديوانه (ص 156) والواغل الداخل على القوم وهم يشربون يكرّم ويحيّا ويسقى وإن كانوا لم يدعوه، والشاهد فيه: تقدم الاسم «واغل» على الفعل «ينبهم» ضرورة لأنه مع غير «إن» وانظره في النوادر (ص 188) والمقتضب (2/ 74)، وأمالي الشجري (2/ 332)، والإنصاف (ص 617) وابن يعيش (9/ 10) وشرح الكافية للرضي (2 /
255).
(¬2) هذا البيت من البسيط، وقائله علقمة بن عبدة الفحل، انظر ديوانه (ص 129). والعبرة الدمعة لم يقضها أي هو دائم البكاء، والمشكوم: المجازى من الشكم: العطية عن مجازاة، يقول: أم هل تجازيك بيكائك على إثرها وأنت شيخ؟ والشاهد فيه: تقدم الاسم «كبير» على الفعل «بكى» بعد «هل» وهو ضرورة لأنه لا يتقدم الاسم على الفعل إلا مع الهمزة فقط. وانظر البيت في الكتاب (3/ 178) والمقتضب (3/ 290)، وابن يعيش (4/ 18)، (8/ 153).

الصفحة 4339