كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 9)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ومنه قراءة طلحة بن سليمان (¬1): أينما تكونوا يدرككم الموت (¬2).
ورفعه عند سيبويه على وجهين: على تقدير تقديمه وكون الجواب محذوفا، وعلى حذف الفاء لأنه قال (¬3):
وقد يقولون: إن أتيتني آتيك [أي: آتيك] إن أتيتني، وأنشد بيت زهير (¬4) ثم قال (¬5): فإذا قلت آتي من أتاني فأنت بالخيار، إن شئت كانت أتاني صلة، وإن شئت كانت بمنزلها في إن، ويجوز في الشعر: آتي من يأتني قال:
4010 - فقلت تحمّل فوق طوقك إنّها ... مطبّعة من يأتها لا يضيرها
كأنه قال: لا يضيرها من يأتها، ولو أريد به حذف الفاء جاز.
منع أبو العباس صحة تقدير التقديم فقال (¬6): وأما قوله:
4011 - وإن أتاه خليل يوم مسألة ... يقول ... (¬7)
في القلب فهو محال، وذلك لأن الجواب حده أن يكون بعد إن وفعلها الأول، وإنما يعني بالشيء موضعه إذا كان في غير موضعه نحو: ضرب غلامه زيد، لأن حق الغلام أن يكون بعد زيد، وهذا قد وقع في موضعه من الجزاء، فلو جاز أن يعني به التقديم لجاز أن يقول: ضرب غلامه زيدا، يريد: ضرب زيدا غلامه.
وإن قرن المضارع الصالح للشرطية بالفاء وجب رفعه مطلقا سواء أكان الشرط مضارعا أم ماضيا كقوله تعالى: وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ (¬8)، وقوله تعالى:
فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً (¬9)، وكقراءة حمزة (¬10): إن تضل -
¬__________
(¬1) هو طلحة بن سليمان أخو إسحاق بن سليمان الرازي وكان مقرئا صاحب قرآن، ويعرف بطلحة السّمان. انظر ترجمته في الجرح والتعديل (4/ 483: 484)، وغاية النهاية (1/ 341).
(¬2) سورة النساء: 78.
(¬3) انظر الكتاب (3/ 66).
(¬4) وهو: وإن أتاه خليل ... البيت.
(¬5) انظر الكتاب (3/ 70، 71).
(¬6) انظر المقتضب (2/ 67 - 70، 4/ 102).
(¬7) سبق شرحه والتعليق عليه.
(¬8) سورة المائدة: 95.
(¬9) سورة الجن: 13.
(¬10) انظر الكشف (1/ 320) والسبعة لابن مجاهد (ص 193)، وقراءته بكسر الهمزة من «أن» ورفع «فتذكر».

الصفحة 4343