كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 9)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

4025 - لو يشأ طار به ذو ميعة ... لا حق الآطال نهد ذو خصل (¬1)
قال الشيخ رحمه الله تعالى (¬2): وهذا لا حجة فيه لأن من العرب من يقول:
جاء يجئ وشاء يشأ بترك الهمزة، فيمكن أن يكون قائل هذا البيت من لغته ترك همزة «يشاء» فقال: يشا، ثم أبدل الألف همزة كما قيل في: عالم وخاتم، عألم وخأتم، وكما فعل ابن ذكوان (¬3) في قوله تعالى: تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ (¬4).
والأصل: منسأة مفعلة من: نسأته: زجرته بالعصا، فأبدل الهمزة ألفا ثم أبدل الألف همزة ساكنة فعلى ذلك يحمل قوله: لو يشأ، وأما قول الشاعر:
4026 - تامت فؤادك لو يحزنك ما صنعت ... إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا (¬5)
فهو من تسكين ضمة الإعراب تخفيفا كما قرأ أبو عمرو (¬6) وينصركم (¬7) -
¬__________
- الاستقبال كقولك: إن خرجت غدا خرجنا، ولا تفعل ذلك لو وإنما تقول: لو خرجت أمس خرجنا «ثم قال: «وقد جاء الجزم بلو في مقطوعة لامرأة من بني الحرث بن كعب» ثم ذكر ثلاثة أبيات ثانيهما بيت الشاهد. انظر أمالي الشجري (1/ 186، 187)، فابن الشجري لم يجز الجزم بـ «لو» ولم يحتج لذلك كما هو واضح من هذا النص ولكنه حين رأي ذلك في البيت الذي أورده وهو:
إن الوفاء كما اقترحت فلو تكن ... حيا اذن ما كنت بالمزداد
أراد أن يقول: أن هذا ليس بغريب فقد ورد الجزم بها عن الثقات من العرب.
(¬1) هذا البيت من الرمل: الشرح: الميعة: النشاط وأول جرى الفرس، واللاحق الضامر، والآطال جمع: إطل - بكسر الهمزة وسكون الطاء وكسرها، وهي الخاصرة، فاستعمل الشاعر الجمع فيما فوق الواحد، ونهد: جسيم، وخصل - بضم الخاء وفتح الصاد - جمع: خصلة وهي القطعة من الشعر، والضمير في «يشأ» يرجع إلى الفارس المذكور في البيت قبله.
والشاهد فيه الجزم بـ «لو» وقد رد الاحتجاج به العلامة ابن مالك، والبيت في المغني (ص 271، 698) وشرح شواهده (ص 664)، والخزانة (4/ 521)، والهمع (2/ 64).
(¬2) انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1633، 1664).
(¬3) انظر الحجة لابن خالويه (ص 293) والكشف (2/ 203) وفيه «قرأه نافع وأبو عمرو بألف من غير همزة وقرأ الباقون بهمزة مفتوحة إلا ابن ذكوان فإنه أسكن الهمزة».
(¬4) سورة سبأ: 14.
(¬5) هذا البيت من البسيط وهو للقيط من زرارة كما في اللسان (تيم)، وقوله «تامت» من: تيّمه الحب إذا استعبده، والشاهد فيه قوله «لو
يحزنك» حيث جزم بـ «لو» وخصوه بضرورة الشعر، والبيت في التذييل (6/ 842) والمغني (ص 27)، وشرح شواهده (ص 665)، والأشموني (4/ 14، 43).
(¬6) انظر الحجة لابن خالويه (ص 77) والكشف (1/ 240)، وفيه «قرأه» أبو عمرو بإسكان الراء.
(¬7) سورة التوبة: 14.

الصفحة 4361