كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 9)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
و (يشعركم) (¬1) وكما قرأ بعض السلف (¬2): ورسلنا لديهم يكتبون (¬3) بسكون اللام.
وأشار بقوله: «وقد يجزم مسبّب عن صلة الّذي تشبيها بجواب الشّرط» إلى ما أنشد ابن الأعرابي (¬4) من قول الشاعر:
4027 - لا تحفرن بئرا تريد أخا بها ... فإنّك فيها أنت من دونه تقع
كذاك الّذي يبغي على النّاس ظالما ... تصبه على رغم عواقب ما صنع (¬5)
انتهى كلام بدر الدين رحمه الله تعالى.
واعلم أن «إذا» قد تقدم الكلام عليها مشبعا محررا في باب «المفعول فيه» (¬6) فالناظر بمراجعته ذلك يكتفي به عن غيره، ولا حاجة إلى الإطالة بإعادته هنا.
وأما جزم المسبب عن صلة الذي فقال الشيخ (¬7): «إنه مذهب الكوفيين قال:
وليس مذهب البصريين» انتهى. هذا تنبيه من الشيخ على المذاهب لا دفع لما ذكره المصنف، فإن عبارته قد أشعرت بأن ذلك في غاية القلة، ولا شك أنه مسموع فأشار إلى أنه سمع، أما كونه مذهبا لقوم دون قوم فلم يتعرض إلى ذلك.
قال الشيخ (¬8): وقد يجزم أيضا مسبب عن نكرة موصوفة تشبيها بجواب الشرط قال الشاعر: -
¬__________
(¬1) سورة الأنعام: 109.
(¬2) انظر الاتحاف (ص 238).
(¬3) سورة الزخرف: 80.
(¬4) ابن الأعرابي: محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي أبو عبد الله، راوية ناسب علّامة باللغة، من أهل الكوفة، كان أحول، مات بسامراء سنة (231 هـ)، له تصانيف كثيرة منها: «أسماء الخيل وفرسانها» و «تاريخ القبائل» و «النوادر» وغيرها. انظر ترجمته في الفهرست (ص 102، 103) ونزهة الألباب (ص 150 - 153)، والبغية (1/ 105، 106)، والأعلام (6/ 131).
(¬5) هذان البيتان من الطويل لقائل مجهول، والشاهد في قوله «تصبه» فإنه مسبب عن صلة «الذي» وقد جزم تشبيها له بجواب الشرط. وانظر البيتين في التذييل (6/ 842، 843).
(¬6) انظر التسهيل (ص 93، 94).
(¬7) انظر التذييل (6/ 842).
(¬8) انظر التذييل (6/ 843) وقد نقله عنه بتصرف.

الصفحة 4362