كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 9)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

4057 - لئن كان ما حدّثته اليوم صادقا ... أصم في نهار القيظ للشّمس باديا
وأركب حمارا بين سرج وفروة ... وأعر من الخاتام صغرى شماليا (¬1)
فثبتت المزية للشرط من ثلاثة أوجه:
أحدها: لزوم الاستغناء بجوابه عند تقدم ذي خبر.
والثاني: لزوم الاستغناء بجوابه عند تقدمه وعند تقدم ذي خبر.
والثالث: جواز الاستغناء بجوابه عند تأخره وعدم تقدم ذي خبر.
قال (¬2): ثم قلت - يعني في النظم:
وبجواب لو ولولا استغنيا ... حتما إذا ما تلوا أو تنليا
فنبهت بذلك على قول الشاعر:
4058 - فأقسم لو أبدى النّديّ سواده ... لما مسحت تلك المسالات عامر (¬3)
المسالات: جمع مسالة وهي: جانب اللحية، وعلى نحو قول الآخر:
- والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدّقنا ولا صلّينا (¬4)
انتهى.
وقد تقدم في باب «القسم» مباحث تتعلق بما ذكرناه، فمن أراد الوقوف عليها فليراجع الباب (¬5). -
¬__________
(¬1) هذان البيتان من الطويل، والقيظ شدة الحر وباديا من: بدا إذا ظهر الخاتام لغة في الخاتم والشاهد فيه: الاستغناء بجواب الشرط عن جواب القسم المتقدم بدليل جزم «أصم» والبيت الأول في المغني (ص 236) وشرح التصريح (2/ 245) والخزانة (4/ 535) (عرضا).
(¬2) أي العلامة ابن مالك.
(¬3) هذا البيت من البسيط. الشرح: أبدى فعل ماض من الإبداء وهو: الإظهار، والندى مجلس القوم، وسواده أي: شخصه، وأراد ب عامر قبيلة في قريش.
والمعنى: أن الشاعر يحلف أن الممدوح لو حضر مجلس القوم لما قدر عامر أن يمسحوا شواربهم من هيبته وسطوته على الناس، والشاهد فيه: الاستغناء بجواب الشرط عن جواب القسم، فاستغنى بجواب «لو» وهو «لما مسحت» والبيت في العيني (4/ 450) والأشموني (4/ 28)
واللسان (سيل).
(¬4) بيتان من الرجز المشطور وهما للصحابي الجليل عبد الله بن رواحة. والشاهد فيها الاستغناء بجواب لولا عن جواب القسم.
(¬5) راجع باب «القسم» في هذا الكتاب.

الصفحة 4386