كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 9)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال: فلما كان هذا الكلام يحتمل عنده ما ذكر قال: إذا وقعت هذه الأفعال لزم العتق ولا يبالي بأيّها قدّم أو أخرّ» انتهى.
ثم قال الشيخ (¬1): «والصحيح المذهب الأول وبه ورد السماع وعليه البيت الذي أنشدناه، وعليه عمل فصحاء المولدين قال أبو بكر بن دريد:
4062 - فإن عثرت بعدها إن وألت ... نفسي من هاتا فقولا لالعا (¬2)
ألا ترى أنه جعل الجواب للشرط الأول وهو متقدم لفظا متأخر معنى، والشرط الثاني متأخر لفظا متقدم في المعنى فكأنه قال: إن نجوت من هذه فإن عثرت بعدها فقولا: لالعا.
ثم قال (¬3): - أعني الشيخ -: «وثبت بعد قول المصنف: استغنى بجواب سابقهما، في نسخة عليها [خطه] ما نصه: وثاني الشرطين لفظا أولهما معنى في نحو: إن تتب إن تذنب ترحم (¬4)، قال (¬5): وقد تقدم لنا ذكر الأقاويل الثلاثة في اجتماع الشروط، فإن المختار أن الآخر هو الأول في الوقوع، وأنه لا فرق بين أن تكون مترتبة في الوجود أو لا تكون مترتبة، وكان المصنف ذهب إلى تفصيل فذكر أنه ما كان منها مترتبا في الوجود فوقع في النطق على غير الترتيب الوجودي فإن المراعي في الجواب إنما هو على الترتيب الوجودي لا على الترتيب المنطقي، فيكون:
ترحم جواب: إن تتب وإن تذنب جوابه محذوف يدل عليه جواب: إن تتب، قال (¬6): وذهل (¬7) عن القاعدة التي قررها وهي: أنه متى كان الجواب محذوفا لم يكن فعل الشرط غير ماض، فأني بصيغة: إن تذنب وليس بلفظ المضيّ، قال:
وغرّه في ذلك الوقوف مع ظاهر قوله:
4063 - إن تستغيثوا بنا إن تذعروا تجدوا (¬8)
-
¬__________
(¬1) انظر التذييل (6/ 878، 879).
(¬2) سبق شرحه والتعليق عليه في باب «أسماء الأفعال والأصوات» والشاهد فيه هنا: اجتماع الشرطين وجعل الجواب للأول منهما وهو متقدم لفظا متأخر معنى.
(¬3) انظر التذييل (6/ 882، 883).
(¬4) انظر التسهيل (ص 239).
(¬5)،
(¬6) أي الشيخ أبو حيان.
(¬7) يعني المصنف.
(¬8) سبق شرحه.

الصفحة 4392