كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 9)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

4103 - فلو متّ في يوم ولم آت عجزة ... يضعّفني فيها امروء غير عاقل
لأكرم بها من ميتة إن لقيتها ... أطاعن فيها كلّ خرق منازل (¬1)
انتهى كلام الشيخ رحمه الله تعالى.
وقد عرفت أن المصنف احترز بقوله «في الغالب» - كما قال الإمام بدر الدين - من مجيء [5/ 184] جواب «لو» جملة اسمية مصدرة باللام ومصدرة بالفاء، وأما المصدرة بالفاء فقد عرفت أن بدر الدين لم يجعل المصدر بالفاء جوابا وأنه أجاب عما استدل به والده من قول الشاعر:
4104 - لو كان قتل يا سلام فراحة (¬2)
أن «فراحة» معطوف على فاعل «كان» الذي هو «قتل» وأن الجواب محذوف، ولا شك أن «كان» في البيت تامة، والمعنى على ما يراه المصنف:
لو وقع قتل استرحت، فأوقع الشاعر موقع استرحت فهو راحة، والذي قاله بدر الدين هو الظاهر، بل هو الحق، بل يقال: إن جواب «لو» لا يكون جملة اسمية أصلا، وأما قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ (¬3) فقد أجيب عنه بأن جواب «لو» محذوف لدلالة ما بعده عليه، التقدير: لأثيبوا، والجملة التي هي «لمثوبة من عند الله خير» جواب قسم محذوف أي: والله لمثوبة من عند الله خير، ولا شك أن حذف جواب «لو» لدلالة المعنى عليه كثير في الكتاب العزيز وفي أشعار العرب، قال الله تعالى: وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ (¬4) وقال تعالى: فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ (¬5) وقال تعالى:
وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً الآية (¬6) التقدير في الأولى: ولو كنا صادقين ما آمنتنا أي ما صدقتنا، وفي الثانية: ولو افتدى به لم يقبل منه، وفي الثالثة: ولو أن قرآنا الآية لكان هذا -
¬__________
(¬1) هذا البيتان من الطويل. والعجزة: آخر ولد الرجل، والخرق من الفتيان: الظريف في سماحة ونجدة.
والشاهد في قوله «لأكرم بها من ميتة» حيث وقع «أفعل» في التعجب جوابا لـ «لو» مصحوبا باللام والبيتان في الهمع (2/ 66) والدرر (2/ 82).
(¬2) سبق شرحه والتعليق عليه.
(¬3) سورة البقرة: 103.
(¬4) سورة يوسف: 17.
(¬5) سورة آل عمران: 91.
(¬6) سورة الرعد: 31.

الصفحة 4449