كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 9)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

4135 - وكم موطن لولاي طحت كما هوى ... بأجرامه من قنّة النّيق منهوي (¬1)
وإذا دل دليل على جواب لولا ولو ما حذف كما فعل بجواب «إن» فمن ذلك قول الله تعالى: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (¬2).
ويدلان على التحضيض فيختصان بالأفعال، كقوله تعالى: لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ (¬3) ولَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ (¬4) ويشاركهما في التحضيض: هلّا وألا، وقد يلي حرف التحضيض اسم معمل فيه فعل متأخر أو محذوف لدليل، كقول الشاعر:
4136 - ألان بعد لجاجتي تلحونني ... هلّا التّقدّم والقلوب صحاح (¬5)
وكقول الآخر:
4137 - أتيت بعبد الله في القدّ موثقا ... فهلّا سعيدا ذا الخيانة والغدر (¬6)
وكقول الآخر: -
¬__________
(¬1) هذا البيت من الطويل وهو ليزيد بن الحكم.
الشرح: طحت بفتح التاء - أي: هلكت، من طاح يطوح ويطيح وهوى: سقط، والأجرام: جمع جرم الشيء وهو جثته، والقنة بضم القاف وتشديد النون مثل القلة، وهي أعلى الجبل، والنيق أرفع موضع في الجبل، ومنهوي: الهاوي.
والشاهد في قوله: «لولاي طحت» على خلو جواب «لولا» من اللام مع أنه مثبت. والبيت في الكتاب (2/ 373) (هارون) والمقتضب (3/ 73) وأمالي الشجري (1/ 177) والمفصل (ص 135).
(¬2) سورة النور: 10.
(¬3) سورة الفرقان: 7.
(¬4) سورة الحجر: 7.
(¬5) هذا البيت من الكامل، الشرح: ألان بفتح الهمزة واللام والنون وأصله الآن؛ حذفت الهمزة وأعطيت حركتها لما قبلها، قوله: بعد لجاجتي أي: بعد غضبي من لججت ألج من باب علم يعلم، وقوله: تلحونني من: لحيت الرجل ألحاه لحيّا، إذا لمته، فهو ملحى. وصحاح جمع صحيح. والمعنى:
إنكم تلومونني بعد أن وقع بيني وبينه، فهلّا كان ذلك والقلوب عامرة ليس فيها غضب. والشاهد فيه قوله: «هلّا التقدم» حيث حذف الفعل بعد حرف التحضيض؛ لأن التقدير فيه: هلّا كان التقدم باللحي، وذلك لأن التحضيض لا يدخل إلا على الفعل، والبيت في معاني الفراء (1/ 198) وشرح ابن الناظم للألفية (ص 280)، والعيني (4/ 474).
(¬6) هذا البيت من الطويل، والقد بكسر القاف وتشديد الدال: سير يقد من جلد غير مدبوغ. والشاهد في «سعيدا» حيث نصب بعد حرف التحضيض بتقدير العامل؛ إذ التقدير: فهلّا أسرت سعيدا أو قيدت أو أوثقت، والبيت في أمالي الشجري (1/ 353)، وشرح ابن الناظم (ص 280)، والعيني (4/ 475) والأشموني (4/ 51).

الصفحة 4486