كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 9)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الآخر، وأن مماثل مفاعل يجوز أن يرجع به إلى مماثلة مفاعيل بإلحاق ياء قبل آخره (¬1)، فيقال في سرابيل، وقراطيس، وعصافير: سرابل، وقراطس، وعصافر، ويقال في دراهم، وصيارف: دراهيم، وصياريف، ويستثنى من القسم الثاني: فواعل؛ فلا يجوز فيه المماثلة المذكورة؛ فلا يقال في ضوارب: ضواريب، ولا في قوابل:
قوابيل؛ وإن ورد في مثله فواعيل عدّ شاذّا، كقوله:
4271 - سوابيغ بيض لا يخرّقها النّبل (¬2)
وإلى هذا أشار المصنف بقوله: ما لم يشذ كسوابيغ، والمنقول عن البصريين؛ أنهم لا يجيزون المماثلة المذكورة في القسمين المذكورين إلا في الضرورة، ومن ثم قال الشيخ: وما اختاره المصنف هو مذهب الكوفيين، وعلى ذلك حملوا قوله تعالى: وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ (¬3) وقوله تعالى: وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ (¬4)، فقالوا: إن مفاتح جمع مفتاح، وإن معاذير جمع معذرة (والبصريون يقولون: إن مفاتح جمع مفتح، ومعاذير جمع معذار) (¬5). انتهى.
والظاهر أن مفاتح جمع مفتاح ومعاذير جمع معذرة، ثم إن الشيخ قال: ظاهر كلام المصنف أن فواعل لا يقال فيه: فواعيل إلا شاذّا؛ وذلك لإطلاقه في قوله:
في غير فواعل ما لم يشذ كسوابيغ قال: فإن كان عنى الوصف فهو كما قال؛ وإن كان عنى مطلقا في الوصف وفي غيره فقد نصّ سيبويه في كتابه أن من العرب من يقول: دوانيق، وخواتيم، وطوابيق، وهي فواعل جوّزوا فيها فواعيل بالياء. قال سيبويه: والذين قالوا: دوانيق، وخواتيم، وطوانيق؛ إنما جعلوه تكسير فاعال؛ وإن -
¬__________
(¬1) ينظر: الهمع (2/ 182)، والأشموني (4/ 151)، وتوضيح المقاصد (5/ 82)، والمساعد (3/ 469، 470).
(¬2) عجز بيت من الطويل، لزهير بن أبي سلمى، وصدره:
عليها أسود ضاريات لبوسهم
أي: على الخيل أسود، الضاريات: جمع ضارية من ضرى، إذا اجترأ. وسوابيغ: أي: كوامل. وهي موضع الاستشهاد حيث جمع سابغة - شذوذا - على سوابيغ، والقياس: سوابغ. انظره في: العيني (4/ 533). والهمع (2/ 182) والدرر (2/ 228)، والأشموني (4/ 152)، وديوانه (ص 103).
(¬3) سورة الأنعام: 59.
(¬4) سورة القيامة: 15.
(¬5) التذييل (6/ 29) (ب).