كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 10)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ورئم للسّه (¬1)، وإلى هذه الأمثلة الثلاثة أشار المصنف بقوله: ونذر مكسوره، أي ونذر مكسور الثاني من مضموم الأول، قال المصنف: لأن أكثر النحويين لم يعتدّوا بهذا البناء في الأسماء؛ لعلمهم أنه في الأصل مقصود به اختصاص الفعل الذي لم يسم فاعله، بقي هاهنا التنبيه على شيئين:
أحدهما: أن فعلا لم يأت صفة إلا في كلمة واحدة وهي عدى قال الشاعر:
4283 - إذا كنت في قوم عدى لست منهم ... فكل ما علفت من خبيث وطيّب (¬2)
قال سيبويه: ولم نعلمه جاء صفة إلا في حرف معتل يوصف به الجمع وهو:
قوم عدى (¬3)، وقد استدرك على سيبويه قراءة من قرأ: دينا قيما (¬4) أي:
قيّما، ومكان سوى قال الله تعالى: لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (¬5) وأجيب بأن قيما مصدر في الأصل مقصور من قيام، ولولا ذلك لقيل: قوما؛ لأنه من ذوات الواو ولا تقلب الواو ياء إذا كانت متحركة عينا في مفرد؛ لانكسار ما قبلها إلا بشرط أن يكون بعدها ألف، وتكون في مصدر لفعل قد اعتلت عينه، نحو: قام قياما وعاذ عياذا، فدل انقلاب الواو ياء في قيم على أنه مصدر في الأصل وصف به، كما وصف بعدل وزور وبأن سوى اسم في الأصل
للشيء المستوي وصف به؛ بدليل أنه كان صفة أصلية ليمكن في الوصفية فكان يذكر مع المذكر ويؤنث مع المؤنث، وهم يقولون: بقعة سوى كما يقولون: مكان سوى (¬6)، -
¬__________
- أوله وكسر ثانيه، والثالثة: ضم أوله وكسر ثانيه والأخيرة نادرة، والوعل: تيس الجبل. انظر: اللسان «وعل» والمصباح (ص 666)، ونزهة الطرف (ص 81)، وتوضيح المقاصد (5/ 215 - 216).
(¬1) قال أبو عبيد: «السّه حلقة الدبر». اللسان «سهه» و «رأم».
(¬2) من الطويل نسبه في اللسان لزرارة بن سبيع الأسدي، قال: وقيل: وهو لنظلة بن خالد الأسدي، وقال ابن السيرافي هو لدودان بن سعد الأسدي والشاهد فيه قوله: عدى - بزنة: فعل - أي متباعدون انظر: اللسان «عدا» والأشموني (4/ 239)، وزاد أبو الفتح: مكان سوى. المنصف (1/ 17 - 19)، وإصلاح المنطق (ص 99).
(¬3) الكتاب (4/ 243).
(¬4) سورة الأنعام: 161، وقراءة كسر القاف وفتح الياء لابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، ووافقهم الأعمش. الإتحاف (ص 220)، والحجة (ص 278).
(¬5) سورة طه: 58. قرأ عاصم وحمزة وابن عامر: مكانا سوى بضم السين وقرأ الباقون بالكسر.
انظر: الحجة (ص 453)، والإتحاف (ص 304).
(¬6) قال الفراء: «في (سوى) أكثر كلام العرب بالفتح؛ إذا كان بمعنى (نصف) و (عدل) فتحوه ومدّوه، -

الصفحة 4884