كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 1)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ولما نقص شبه لعل بالفعل من أجل أنها تعلق في الغالب ما قبلها بما بعدها (¬1)، ومن أجل أنها تجر على لغة ضعف موجب لحاق النون المذكورة لها، فكثر «لعلّي» كقوله تعالى حكاية: لَعَلِّي أَبْلُغُ (¬2)، ولَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ (¬3).
وقلّ «لعلني» ومنه قول الشاعر:
208 - فقلت أعيراني القدوم لعلّني ... أخطّ بها قبرا لأبيض ماجد (¬4)
قال الشيخ: «ما ذهب إليه المصنف من حذف نون الوقاية من إنّ وأنّ وكأنّ ولكنّ هو مذهب الأكثرين. وذهب بعضهم إلى أنّ الساقط هو النون الثانية، والأولى مدغمة في نون الوقاية» (¬5).
الخامس: قال المصنف (¬6): «لحاق النون مع لدن أكثر من عدم لحاقها، وزعم سيبويه أن عدم لحاقها من الضرورات وليس هو كذلك بل هو جائز في الكلام الفصيح، ومن ذلك قراءة نافع (¬7): ... -
¬__________
- في الألفية: وليتني فشا وليتي ندرا ... إلخ، وفرق بين الندور والضرورة. والبيت في معجم الشواهد (ص 315)، وفي شرح التسهيل (1/ 136)، وفي التذييل والتكميل (2/ 186).
(¬1) هو معنى التعليل الذي ذكره الأخفش والكسائي في معانيها، ومثّلا له بقوله تعالى: فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى [طه: 44] انظر الهمع (1/ 134).
ومثال جرها على لغة عقيل ما قاله كعب بن سعد الغنوي (من الطويل):
فقلت ادع أخرى وارفع الصّوت جهرة ... لعلّ أبي المغوار منك قريب
وقول الآخر (من الوافر) لعلّ الله فضّلكم علينا. انظر شرح الأشموني (2/ 204).
(¬2) سورة غافر: 36.
(¬3) سورة يوسف: 46.
(¬4) البيت من بحر الطويل استشهد به كثيرون ولم ينسبوه.
اللغة: أعيراني: روي في مكانه أعيروني من العارية وهو الانتفاع بالشيء ثم رده. القدوم: بفتح فضم مخفف آلة ينخر بها الخشب. قبرا لأبيض
ماجد: أراد أن يصنع جرابا لسيفه.
وشاهده واضح من الشرح ومثله قول حاتم الطائي (من الطويل):
أريني جوادا مات هزلا لعلني ... أرى ما ترين أو بخيلا مخلّدا
وانظر الشاهد في معجم الشواهد (ص 115)، شرح التسهيل (1/ 137)، التذييل والتكميل (2/ 155).
(¬5) التذييل والتكميل (2/ 184).
(¬6) شرح التسهيل (1/ 136).
(¬7) هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم أحد القراء السبعة. كان إمام أهل المدينة والذين صاروا إلى قراءته ورجعوا إلى اختياره، وهو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة، قرأ عليه مالك رضي الله عنه كما قرأ هو على ميمون مولى أم سلمة زوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وكان له راويان: ورش وقنبل. وتوفي نافع سنة (159 هـ) بالمدينة.
تنظر ترجمته في وفيات الأعيان (5/ 368)، غاية النهاية (2/ 330).