كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 10)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والسادس والسابع والثامن من الأوزان المهملة: فوعال، وإفعلة، وفعلى أوصافا، إلا ما ندر كضئزى وعزهى، وحاصل الأمر: أن هذه الأوزان الثلاثة لم تهمل مطلقا؛ إنّما أهملت صفات وجاءت أسماء فمثال: فوعال: توراب (¬1)، ومثال إفعلة:
إنفحة في لغة من لا يشدد الحاء (¬2)، ومثال فعلى: ذكرى وسيمى، وقد استثنى من فعلى: ضئزى وعزهى. وتعقب الشيخ على المصنف ثلاثة تعقبات:
الأول: أن بعضهم حكى مجيء فوعال صفة قالوا: رجل هوهاءة للأحمق، نقله ابن القطاع (¬3)، قال الشيخ: ويحتمل عندي أن يكون وزنه فعلالا، ويكون من المضاعف نحو: الوسواس، وتكون الهمزة فيه مبدلة من واو كما في: ضوضاء وغوغاء فلا تعقب إذا.
الثاني: نفي الوصفية عن إفعلة؛ لأن ظاهره التخصيص بما فيه تاء التأنيث، وليس الحكم كذلك بل إفعل وإفعلة فيه سواء نحو: إصبع وإثّرة، وإنفحة، قال: وقد ذكرنا إمّعة (¬4) وكونه وصفا.
الثالث: أنه لم يستثن من فعلى غير ضئزى (¬5) وعزهى. وقد نقل: رجل كيصى للنازل وحده، ورجل عزهاة (¬6)، وامرأة سعلاة (¬7). ولا يخفى ضعف هذه التعقبات، ولقد كان ترك التعرض لها أجمل. -
¬__________
(¬1) (التّرب، والتّراب، والتّرباء، والتّرباء، والتّورب، والتّيرب، والتّوراب، والتّيراب، والتّريب، والتّريب كله واحد. اللسان «ترب».
(¬2) الإنفحة: بكسر الهمزة وفتح الفاء مخففة: كرش الحمل أو الجدي ما لم يأكل، فإذا أكل فهو كرش. اللسان «نفح».
(¬3) المذكور في اللسان «هوه»: «ورجل هوهاء، وهوهاءة، وهوهاة: ضعيف الفؤاد جبان».
(¬4) قال المصنف في شرح الكافية (4/ 2062): «الإمعة من الرجال: الذي لا يستقل بأمر بل دأبه أن يقول:
من يفعل فأفعل معه، ووزنه: فعّلة لأنه صفة، وفعّلة في الصفات موجود كبذنته، وهو الرجل: القصير وليس وزنه إفعلة؛ لأنه مخصوص بالأسماء كإنفحة» وانظر: الكتاب (4/ 44) والممتع (1/ 55، 233).
(¬5) من قوله تعالى: أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى [النجم: 21، 22] وقرأ ابن كثير:
(ضئزى) بالهمز وقرأ الباقون بغير همز وهما لغتان. أجمع النحويون على أن وزنه فعلى، وأن أصل ضيزى: ضوزى بالضم مثل حبلى؛ لأن الصفات لا تأتي إلا على فعلى بالفتح نحو: سكرى وغضبى أو بالضم نحو: حبلى ولا تأتي بالكسر. والواو الأصل في ضيزى، فلو تركت الضاد على ضمتها لا نقلبت الياء واوا لانضمام ما قبلها فكسرت لتصح الياء كما قالوا: أبيض وبيض. حجة القراءات (685 - 686)، وانظر: معاني القرآن للفراء (3/ 98 - 99).
(¬6) أي لئيم. اللسان «عزه».
(¬7) الغول وقيل: ساحرة الجن. اللسان «سعل».