كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 1)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وأنشد ابن طاهر (¬1) في تعليقه على كتاب سيبويه:
213 - وليس بمعييني وفي النّاس ممتع ... صديق إذا أعيا عليّ صديق (¬2)
قال: وأنشد غيرهما:
214 - وليس الموافيني ليرفد خائبا ... فإنّ له أضعاف ما كان آملا (¬3)
قال المصنف (¬4): «ومعييني والموافيني يرفعان توهم كون نون مسلمني تنوينا؛ لأن ياء المنقوص المنون لا ترد عند تحريك التنوين لملاقاة ساكن نحو: أغاد ابنك أم رائح؟ وياء معييني الثانية ثابتة في: وليس بمعييني، فعلم أن النون الذي وليه ليس تنوينا وإنما هو نون الوقاية؛ ولذلك ثبت مع الألف واللام في الموافيني.
وأيضا فإن التنوين إذا اتصل بما هو معه كشيء واحد، حذف تنوينه نحو: وابن -
¬__________
- ثم أنشد البيت المذكور ومعه بيت آخر وقال:
«لم يقل أمسلمي وهو وجه الكلام». (معاني القرآن: 2/ 386).
وانظر البيت في معجم الشواهد (ص 89)، وفي شرح التسهيل (1/ 138)، وفي التذييل والتكميل (1/ 187).
(¬1) هو أبو بكر محمد بن أحمد بن طاهر الأنصاري، له تعليقات على كتاب سيبويه ضمنها ابن خروف شرحه عليه. وقال السيوطي: وقفت على حواشيه على الكتاب بمكة المكرمة (بغية الوعاة: 1/ 28).
سبقت ترجمته بالتفصيل.
(¬2) البيت من بحر الطويل وهو في العزة والكرامة لشاعر مجهول.
اللغة: معييني: من قولهم: أعياه الأمر إذا أعجزه. ممتع: بفتح أوله وثالثه اسم مكان من قولهم:
رجل ماتع أي كامل في خصائل الخير، وقيل اسم فاعل من قولهم: أمتعني الله بك.
ومعنى البيت: إذا صد عني بعض الأصدقاء طلبت صديقا غيره حسن العشرة وفي الناس خير كثير.
والشاهد فيه واضح من الشرح. وانظر البيت في شرح التسهيل: (1/ 138)، وفي التذييل والتكميل (2/ 188)، وفي معجم الشواهد (ص 247).
(¬3) البيت من بحر الطويل ولم ينسب فيما ورد من مراجع، وهو في الفخر بالكرم.
اللغة: الموافيني: اسم فاعل من وافاك يوافيك موافاة إذا جاءك وأتاك. ليرفد: بالبناء المجهول، مأخوذ من الرفد بالفتح مصدر رفدته إذا أعطيته، والرفد بالكسر هو العطاء. آملا: راجيا وطالبا.
وشاهده قوله: وليس الموافيني حيث لحقت نون الوقاية اسم الفاعل المضاف إلى ياء المتكلم. ويرى ابن عصفور في ذلك رأيا آخر مذكورا في الشرح.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 152)، وفي التذييل والتكميل (2/ 188)، وفي معجم الشواهد (ص 265).
(¬4) انظر شرح التسهيل: (1/ 138).

الصفحة 493