كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 10)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قولهم: مسك مدووف، وقال الراجز:
4329 - والمسك في عنبره المدووف (¬1)
والأشهر: مدوف. وقالوا: رجل مقوود، وفرس مقوود، وثوب مصووف، وقول مقوول، وإنما لم يجز الإتمام في مفعول من ذوات الواو إلا فيما شذ؛ لأن الواو أثقل من الياء، وإلى قلّة ذلك أشار المصنف بقوله: وربما صححت الواو كمصوون ثم قال: ولا يقاس على ما حفظ منه خلافا للمبرد (¬2). قال ابن عصفور: خالف المبرد كافة النحويين فأجاز الإتمام في ذوات الواو قياسا على ما ورد منه وقال: ليس بأثقل من سرت سوورا وغارت عينه غوورا؛ لأن في: سوور وغوور واوين وضمتين وليس في مصوون مع الواوين إلا ضمة واحدة، قال: وهذا الذي ذهب إليه باطل؛ لأن ما ورد من الإتمام في ذوات الواو من القلّة بحيث لا يقاس عليه، وأما احتجاجه بسوور وغوور فباطل؛ لأن مثل: سوور شاذ، ولو لم يسمع لما قيل، وأيضا، فإن الضرورة دعت إلى ذلك في مثل: صوور؛ لأنهم لو أعلوا فأسكنوا الواو الأولى وبعدها واو ساكنة لوجب حذف إحداها فيصير لفظ فعول واحدا فيقع اللبس، وكذلك أيضا لو أعلوا الواو في مثل: قوول فقلبوها ألفا لالتقى ساكنان، الألف والواو فيجب حذف أحد الساكنين، فيصير فعول وفعل في اللفظ واحدا فيقع اللبس، ولا يلزم شيء من ذلك في إعلال مفعول (¬3). انتهى. وقال سيبويه:
ولا نعلمهم أتمّوا في الواو؛ لأنها أثقل (¬4)، وقال الفراء: لم يأت من الواو [6/ 193]-
¬__________
- والمنصف (1/ 283 - 287) والرضي (3/ 149).
(¬1) رجز لم أعرف قائله، والشاهد فيه: قوله: مدووف (أي: مخلوط) وقد جاء اسم المفعول من الواوي بالتصحيح، والأشهر الإعلال. انظر الخصائص (1/ 266) والمنصف (1/ 285) والممتع (2/ 461) واللسان «دوف».
(¬2) لم يجز المبرد تصحيح اسم المفعول من الأجوف الواوي العين الثلاثي إلا في ضرورة الشعر قال في المقتضب (1/ 100) فأما الواو فإن ذلك لا يجوز فيها كراهية للضمة بين الواوين وذلك أنه كان يلزمه أن يقول مقوول فلهذا لم يجز في الواو ما جاز في الياء، هذا قول البصريين أجمعين، ولست أراه ممتنعا عند الضرورة والذي أجاز ذلك هو الكسائي. انظر الرضي (3/ 149 - 150) والتذييل (6/ 180 ب) والمساعد (4/ 176).
(¬3) الممتع (1/ 461، 462) بتصرف.
(¬4) انظر: الكتاب (2/ 363).