كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 10)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يعني الأفعال والصفات إلّا أنه قد ورد عن العرب أفعال من هذه المصادر غير معلّة وقد ذكروا من ذلك ألفاظا وهي (¬1): أجود إجوادا، وأعول إعوالا، وأغيمت السماء إغياما وأغيلت المرأة إغيالا وأطيب وأطول. قال:
4330 - صددت فأطولت الصّدود وقلّما ... وصال على طول الصّدود يدوم (¬2)
وأخيلت، واستغيل الصبي، واستروح الريح، واستحوذ عليهم، أي: غلب، واستنوق استنواقا واستصوبت رأيه. واستتيست الشاة. قال ابن الضائع: وقد ذكر منها أغيل وأجود وأطول وأغيم وأغيا، وأخيل واستغيل واستروح واستحوذ، قال:
جميعها شاذ، وقد جاء الإعلال في جميعها إلا استحوذ واستروح، ولم يحفظ سيبويه أغالت المرأة ورواها يعقوب وغيره (¬3). انتهى. وقال ابن عصفور: وأما أغيل فلا يحفظ جميع النحويين فيه إلا التصحيح، إلا أبا زيد فإنّه حكى فيه الإعلال أيضا (¬4)، وبعد فهذه الألفاظ الواردة غير معلّة شاذة عند الجمهور، فلا يقاس عليها، وسوغ أبو زيد القياس على ما سمع من ذلك. وحكى الجوهري: أن تصحيح هذه الأشياء لغة صحيحة والصحيح المنع من القياس لقلة الوارد من ذلك (¬5)، قال الشيخ: وقول المصنف: بل إذا أهمل الثلاثي كاستنوق قول بالتفصيل، وهو قول ثالث خارق لمقالة المتقدمين؛ لأن منهم من قاس وهو أبو زيد، ومنهم من قصر الأمر على السماع وهم سائر النحويين (¬6)، وحاصل ما قال المصنف: أن استفعال إذا لم يكن له ثلاثي يعني فعلا ثلاثيّا كاستنوق فإنه ليس كاستقام الذي
له ثلاثي وهو -
¬__________
(¬1) انظر: ابن يعيش (10/ 76)، والمنصف (1/ 191)، والممتع (2/ 491)، والتذييل (6/ 181 أ) والمساعد (4/ 177).
(¬2) من الطويل قائله عمر بن أبي ربيعة وقد نسب لغيره والشاهد فيه: قوله: فأطولت، قال الأعلم:
وأجرى أطولت على الأصل ضرورة شبهه بما استعمل في الكلام على أصله نحو: استحوذ وأغيلت المرأة.
انظر الكتاب (1/ 12، 459)، والمقتضب (1/ 84)، والمنصف (1/ 191)، (2/ 69)، والمحتسب (1/ 96)، وابن يعيش (4/ 43)، (7/ 116)، (8/ 132)، (10/ 76)، والتصريح (1/ 269)، والهمع (2/ 83، 224).
(¬3) التذييل (6/ 181 أ).
(¬4) الممتع (2/ 482)، وانظر الجاربردي (1/ 278)، والهمع (2/ 224).
(¬5) انظر التذييل (6/ 181 أ).
(¬6) التذييل (6/ 181 ب).

الصفحة 5181