كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 10)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رضي الله تعالى عنها - كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأمرني إذا حضت أن أتّزر (¬1) كذا بالإدغام، وحكوا: اتّمر من الأمر، واتّمنه من الأمانة، واتّهل الرجل من الأهل.
قال أبو علي: وهذا على قياس أصحابنا خطأ، وعلل ذلك بأن الياء ليست بلازمة، قال: إن صحت رواية هذه الألفاظ، يعني: اتمر واتمن واتهل، فإنها سمعت من قوم غير فصحاء، لا ينبغي أن يؤخذ بلغتهم. وقال ابن طاهر (¬2): يجوز إجراء العارض مجرى اللازم، ويدل عليه أن بعض العرب في: رويا المخفف (¬3)، يقلب ويدغم، وقوله: وتبدل تاء الافتعال وفروعه. شروع في إبدال التاء ثاء أو دالا أو طاء، فذكر أنها مع الثاء تبدل ثاء، فيقال في افتعل من الثريد: اثّرد؛ لأن إبدال التاء ثاء توجب اجتماع المثلين والأول ساكن فيجب الإدغام، وأشار بقوله:
أو تدغم فيها إلى أن الثاء تدغم في تاء الافتعال، وحينئذ تقلب الثاء تاء لتماثل ما بعدها، فيقال: اثرد، وهذان الوجهان هما اللذان ذكرهما في إيجاز التعريف كما عرفت، وقد ذكروا وجها ثالثا هو الإظهار فيقال: اثترد. قال سيبويه: والبيان عربي جيد (¬4). عنى بالبيان الإظهار، وقوله: ودالا بعد الدال أو الذال أو الزاي - واضح، وتقدم ذكر أمثلة ذلك، وقوله: وطاء بعد الطاء أو الظاء أو الصاد أو الضاد - واضح. وتقدم ذكر أمثلته.
وقوله: وتدغم في بدلها الظاء والذال، ويظهران، وقد يجعل مثل ما قبلها من ظاء أو ذال أو (حرف) (¬5) صغير، وقد تقدم ما يستفاد منه شرح ذلك بأمثلته. قال الشيخ في شرحه: والذي تلخص من هذا كله: أن في مثل. اثترد ثلاثة أوجه: البيان والإدغام بوجهيه وفي مثل: ادّان الإدغام فقط؛ لاجتماع المثلين، وفي مثل: اذ ذكر ثلاثة أوجه: البيان والإدغام بوجهيه، وفي مثل: ازدجر وجهان: البيان والإدغام -
¬__________
(¬1) انظر: التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح (1/ 34)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (44).
(¬2) هو أبو بكر محمد بن أحمد بن طاهر ولد في أشبيلية، ورحل إلى مراكش فدرس في فاس كتاب سيبويه له طرر على الكتاب. انظر: البغية (1/ 28).
(¬3) التذييل (6/ 182 أ).
(¬4) الكتاب (2/ 421) وانظر التذييل (6/ 182 ب).
(¬5) كذا في (ب) وفي (جـ) «حذف».