كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 10)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ددد، ددا - كعصا - ددن (¬1)، فإذا جاء محذوفا احتمل أن يكون المحذوف النون، وأن يكون المحذوف الدال، وأما فل، وقوله: إن أصله: فلان، ففل لفظ استعمل خاصّا بالنداء واستعمل في الشعر محذوفا من فلان، فأما الذي في النداء فذكروا أن أصله ثلاثي، وأن المحذوف منه ياء. قالوا ولذلك قالوا في المؤنث: يا فله، وحين صغروا قالوا: يا فلى، ولو كان مرخما من فلان كما ذهب إليه بعض الناس لم يقولوا إلا: يا فلا، ويا فلان، ويا فله، كما تقول: يا عل، ولكان معناه وليس كذلك بل معنى يا فل: يا رجل، ويا فلان كناية عن العلم؛ فقد اختلفا تركيبا ومدلولا. وأما الذي استعمل في الشعر محذوفا من فلان كما قال أبو النجم:
4340 - في لجّة أمسك فلانا عن فل (¬2)
فذلك حذفت منه النون، ثم حذفت منه الألف ترخيما بعد ترخيم في غير النداء في ضرورة الشعر، وقد بين ذلك سيبويه - رحمه الله تعالى - في أبواب الترخيم وفي أبواب التصغير وبين اختلاف تركيبهما ومدلوليهما في أبواب ابن عصفور، في المقرب (¬3) ومثال الحاء: حر أصله حرح (¬4)، لقولهم في تصغيره: حريح، وفي التكسير: أحراح،
قال الشيخ: وحذف الحاء قليل لا يحفظ منه غير هذا ومثال -
¬__________
(¬1) الددن والدد محذوف من الددن، والددا محول عن الددن، والديدن كله اللهو واللعب. انظر اللسان «ددن».
(¬2) رجز استشهد به سيبويه (1/ 333) على استعمال (فل) مكان (فلان) في غير النداء ضرورة، واستشهد به في (2/ 122) على أن (فل) أصله فلان، فإذا صغر رد إلى أصله وقبله:
تدافع الشّيّب ولم تقتّل
تدافع: مصدر تشبيهي عامله محذوف أي: تدافعت تدافعا كتدافع الشيوخ، الشيّب: جمع أشيب وهو الشيخ، تقتّل أصله تقتتل فأسكن التاء الأولى للإدغام، وحرّك القاف لالتقاء الساكنين بالكسرة، ثم، أتبع أول الحرف ثانية، فصار تقتّل بثلاث كسرات. اللجة: اختلاط الأصوات في الحرب، وقوله:
أمسك فلانا: هو على إضمار القول أي: في لجة يقال فيها: أمسك فلانا، شبّه تزاحمها ومدافعة بعضها بعضا بقوم شيوخ في لجّة وشرّ يدفع بعضهم بعضا، فيقال: أمسك فلانا عن فلان أي: احجز بينهم.
وانظره في: الكتاب (1/ 233)، (2/ 122)، والمقتضب (4/ 238)، والتصريح (2/ 180)، والهمع (1/ 177)، والأشموني (3/ 161)، واللسان «لجج، فلن».
(¬3) انظر: الكتاب (1/ 333)، (2/ 122)، والمقرب (1/ 182).
(¬4) انظر: الكتاب (2/ 92)، والممتع (2/ 627).

الصفحة 5215