كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 10)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
هذا على ما ذكره قبل وقع كثيرا، ومثال إبدال الغين من الخاء قولهم: غطر بيديه يغطر، أي: خطر بيديه (¬1)، قال ابن جني: فالغين بدل من الخاء لكثرة الخاء.
ومثال إبدال الخاء من الغين قولهم: الأخن يريدون الأغن (¬2) وهو: السمع الغنة، ومثال إبدال الضاد من اللام ما حكاه الجوهري من قولهم: رجل جضد أي: جلد، ومثال إبدال اللام من الضاد قولهم: الطجع في: اضطجع (¬3)، ولم يعد سيبويه اللام من حروف البدل لقلتها وشذوذها وإن كان قد ذكرها في قولهم: أصيلال (¬4)، ومثال إبدال الثاء من الذال قولهم: الجثوة من النار، يريدون: الجذوة. ومثال إبدال الذال من الثاء قولهم: تلعذم الرجل أي: تلعثم إذا أبطأ في الجواب (¬5). ومثال إبدال الباء من الفاء قولهم: البشكل في الفشكل، ومثال إبدال الجيم من الياء قولهم:
لا أفعل ذلك جدا الدهر، أي: يد (¬6) الدهر أي: آخره، وعن أبي زيد يقول الكلابيون: هي الصهاريج، والواحد: صهريج (¬7)، وبنو تميم يقولون: صهاري وصهري، قال الأصمعي: كل ياء مشددة للنسبة وغيرها، فبعض العرب يبدلها جيما (¬8)، وزعم الفراء أنها لغة طيئ (¬9)، وعن أبي عمرو: وهم يقلبون الياء الخفيفة أيضا إلى الجيم، يقولون: هذا غلامج، وهذه دارج، يريدون: غلامي، وداري (¬10). وقد أنشدوا:
4367 - خالي عويف وأبو علجّ ... المطعمان اللّحم بالعشجّ
وبالغداة قطع البرنجّ (¬11)
-
¬__________
(¬1) جاء في الإبدال (1/ 339): «من يخطر بيديه خطرا أو يغطر بهما غطرا، يخرج صوته من خياشيمه».
(¬2) جاء في اللسان «خنن»: «قال ابن سيده: والخنن، والخنة، والمخنة، كالغنة ... ويقال: امرأة خناء وغناء» وقال في القاموس (4/ 257): (ظبي أغن: يخرج صوته من خياشيمه).
(¬3) انظر: الخصائص (3/ 163)، والمقرب (2/ 178)، والرضي (3/ 226) واللسان «طجع».
(¬4) الكتاب (2/ 315).
(¬5) راجع اللسان «لعثم»، والقلب والإبدال (ص 39).
(¬6) انظر: القلب والإبدال (ص 29)، والنكت الحسان (ص 584).
(¬7) جاء في اللسان «صهرج»: «الصهريج مصنعة يجتمع فيها الماء، وأصله فارسي».
(¬8) انظر القلب والإبدال (ص 29)، والإبدال (1/ 257).
(¬9) المرجع السابق.
(¬10) راجع سر الصناعة (1/ 182).
(¬11) رجز لم أعرف قائله، وهو من شواهد سيبويه. الكتاب (2/ 288)، ويروى: فلق مكان قطع، -

الصفحة 5249