كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 10)
[حكم إدغام التاء في مثلها ومقاربها في باب افتعل وما تصرف منه]
قال ابن مالك: (فصل: تدغم تاء (تفعّل) وشبهه في مثلها، ومقاربها تالية لهمزة وصل في الماضي والأمر، وقد يحذف تخفيفا المتعذّر إدغامه لسكون الثّاني، كاستخذ في الأظهر، أو لاستثقاله بتصدّر المدغم كـ: تَنَزَّلُ (¬1)، وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ (¬2)، والمحذوفة هي الثّانية لا الأولى، خلافا لهشام).
الشّرح: يشير المصنف بذلك إلى أن التاء قد تدغم في التاء، فتقول: اتّبع وشبه تفعّل: تفاعل، فتقول في تتابع: اتّابع، قال الشاعر:
4379 - تولي الضجيع إذا ما اشتاقها خفرا ... عذب المذاق، إذا ما اتّابع القبل (¬3)
ومقاربها وهو أحد عشر حرفا: الثاء، والجيم، والدال، والذال، والزاي، والسين، والشين، والصاد، والضاد، والطاء، والظاء، نحو: اثَّاقَلْتُمْ (¬4) أصله: تثاقلتم، والَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ (¬5) أصله: يتظاهرون.
تالية لهمزة الوصل: أي في غير المضارع؛ بل في الماضي والأمر، نحو:
اثَّاقَلْتُمْ، وفَادَّارَأْتُمْ (¬6)، ووَ ازَّيَّنَتْ (¬7)، فَاطَّهَّرُوا (¬8) وهمزة الوصل جيء بها، لتسكين التاء للإدغام، ولا يبتدأ بساكن، والمضارع يبدأ دائما بحرف متحرك؛ فلم يحتج إلى همزة الوصل، والمصدر يكون أيضا بالهمزة، نحو: اطّاهر اطّاهرا، وادّارأ ادّارؤا.
وقد يحذف تخفيفا المتعذر إدغامه لسكون الثاني، نحو: أحست في أحسست، وظلت في ظللت، وهي لغة سليم (¬9).
كاستخذ في الأظهر، والأصل: استتخذ على استفعل فحذفت التاء؛ لتعذر الإدغام بسبب السكون، وقيل: أصله: اتخذ على افتعل، والسين بدل من التاء. -
¬__________
(¬1) سورة القدر: 4.
(¬2) سورة الفرقان: 25.
(¬3) البيت من البسيط ولا يعرف قائله والشاهد فيه: اتابع وأصله تتابع. انظر: المساعد (4/ 277).
(¬4) سورة التوبة: 38.
(¬5) سورة المجادلة: 2.
(¬6) سورة البقرة: 72.
(¬7) سورة يونس: 24.
(¬8) سورة المائدة: 6.
(¬9) انظر: المساعد (4/ 278)، واستخذ: طلب الأخذ.