كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 10)

[الأصل الثاني: مطابقة المكتوب المنطوق به]
قال ابن مالك: (الأصل الثّاني: مطابقة المكتوب المنطوق به (¬1) في ذوات الحروف وعددها، ما لم يجب الاقتصار على أوّل الكلمة لكونها اسم حرف واردا ورود الأصوات (¬2)، أو يحذف الحرف لإدغامه فيما هو من كلمته.
وشذّ: بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) (¬3).
- والحج وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً (¬4)، ويس أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ (¬5)، والدخان وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ (¬6)، والممتحنة يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً (¬7)، والقلم أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (¬8). وقد تكتب موصولة ناصبة للمضارع، نحو: يعجبني ألا تقوم، وكتبت في المصحف مفصولة (أن لا).
ثم قال: وكذا وصل أم بمن، وكي بلا فهما شاذان في الوصل، والأصل الفصل، ولكن الرسم لا يخالف، فكتبوا أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ (¬9) بالوصل، وكتبوا كي متصلة بلا في بعض مواضع من القرآن.
ثم قال: وتحذف نون من، وعن، وإن، وأن، وميم أم عند وصلهنّ فتحذف النون خطّا، وفي اللفظ مدغمة فيما بعدها، نحو: إنما قام زيد، وليتما زيد قائم، وأما الموصولة فتفصل نحو: إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ (¬10)، وهي الآية الوحيدة التي فصلت فيها إن عن ما، ومثال الوصل قوله تعالى: إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ (¬11)، والشرطية نحو: أينما تكن أكن، وحيث في: حيثما تجلس أجلس، وكل في:
كلما جئتني أحسنت إليك، وكل ما تفعل حسن، وأين ما اشتريت؟ فيجوز الفصل والوصل في كل، وأين.
الشّرح: يشير ابن مالك (¬12) إلى الأصل الثاني في باب التهجي وأن حق كل -
¬__________
(¬1) في بعض النسخ: «للمنطوق به».
(¬2) هذا شرح لبيان اسم الحرف كألف، وباء أما صورته وشكله أ، ب، وهكذا.
(¬3) سورة القلم: 6.
(¬4) سورة الحج: 26.
(¬5) سورة يس: 60.
(¬6) سورة الدخان: 19.
(¬7) سورة الممتحنة: 12.
(¬8) سورة القلم: 24.
(¬9) سورة الزمر: 9.
(¬10) سورة الأنعام: 134.
(¬11) سورة طه: 69.
(¬12) انظر: التسهيل (332، 333).

الصفحة 5306